باب المندب… مضيق بأهمية استراتيجية تتسابق عليه القوى اليمنية

لا يقتصر الصراع على السيطرة على المضيق الاستراتيجي باب المندب في البحر الأحمر على القوى الدولية والإقليمية فحسب، بل يمتد هذا الصراع إلى الأطراف اليمنية المحلية التي يسعى كل طرف منها للسيطرة على المضيق البحري، الذي يعد واحداً من أبرز ممرات الملاحة الدولية في العالم.

في أدبياته، يحرص “المجلس الانتقالي الجنوبي” على تسمية باب المندب باعتباره جزءاً من حدود “دولة الجنوب” التي يطالب باستعادتها، والتي تمتد من حوف المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً.

وعقدت الإدارة العامة للشؤون الخارجية لـ"المجلس الانتقالي" مؤخراً، في العاصمة عدن، ورشة نقاش بعنوان “مضيق باب المندب حدود السيادة الجنوبية، الحقائق التاريخية والسياسية والقانونية والعسكرية”، بحضور عدد من قيادات وكوادر المجلس.

بعدها بأيام، تحديداً في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الحالي، قام عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزبيدي، بزيارة تفقدية لجزيرة ميون ومديرية باب المندب.

زيارة الزبيدي جاءت على رأس وفد من الجنوبيين يضم وزير الدفاع الفريق محسن الداعري، ووزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، ووزير النقل المحسوب على “الانتقالي” عبد السلام حميد، وعدداً من القادة العسكريين ووكلاء الوزارات المحسوبين على “الانتقالي”.

والتقى الزبيدي في إطار زيارته لجزيرة ميون قيادة قوات التحالف المرابطة في الجزيرة، مثمناً الدور الكبير الذي أدته قوات التحالف في تأمين الجزيرة والمنطقة، ودعم إجراءات تطبيع الحياة فيها. وأكد الزبيدي الأهمية الجيوسياسية التي تحتلها جزيرة ميون في منطقة باب المندب، مجدداً تأكيد استعداد القوات المسلحة للمشاركة في أي جهد أو تحالف دولي لتأمين خطوط الملاحة الدولية في هذه المنطقة الهامة من العالم. وكانت القوات الحكومية المدعومة من التحالف قد حررت منطقة باب المندب وجزيرة ميون في عام 2016، بالإضافة إلى تحرير مديرية المخا من جماعة الحوثيين مطلع عام 2017.

في نهاية عام 2017 أعلن الرئيس الراحل علي عبد الله صالح انشقاقه عن تحالفه مع جماعة الحوثيين ليتم بعد ذلك تشكيل ما يسمى ما بات يعرف بالقوات المشتركة المكونة من المقاومة الوطنية أو حراس الجمهورية، بالإضافة إلى “ألوية العمالقة” السلفية بقيادة عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد عبد الرحمن المحرمي، و"الألوية التهامية". وقاد هذه القوات، ابن أخي صالح، العميد طارق صالح.

عملت هذه القوات على تحرير بقية مديريات تعز الساحلية وعدد من مديريات الحديدة بالإضافة إلى تأمين مديرية المخا الاستراتيجية، التي تضمّ ميناء المخا، وهو من أهم الموانئ اليمنية، نتيجة قربه من مضيق باب المندب. واتخذ طارق صالح المخا وباب المندب مقراً لقواته، فبنى المدن السكنية والمستشفيات، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الميناء وبناء مطار دولي في المخا. وأنشأت قوات التحالف مطاراً عسكرياً وقاعدة عسكرية في جزيرة ميون.

في السياق، يقول المتحدث باسم القوات المشتركة العميد وضاح الدبيش، لـ"العربي الجديد"، إنه بالنسبة للوحدات العسكرية التي في باب المندب وفي جزيرة ميون “لدينا قوات مشتركة من اللواء 17 عمالقة، ولدينا سرايا من قوات المجلس الانتقالي في جزيرة ميون، وقوات أخرى من عناصر التحالف، ولدينا أيضاً سريتان من خفر السواحل التابعة للمقاومة الوطنية ضمن القوات المشتركة في باب المندب”.

ويضيف الدبيش أن "لمضيق باب المندب وجزيرة ميون أهمية استراتيجية وحيوية جيوسياسية وعسكرية، وجزيرة ميون بالذات تقع في الشريان الحيوي لمدخل السفن، الذي يمر عبره أكثر من ستة ملايين برميل نفط يومياً، وأكثر من 30 في المائة من التجارة العالمية، وهناك أهمية استراتيجية لهذه المنطقة على مستوى العالم، وليس على مستوى اليمن والإقليم فحسب".

ويشير الدبيش إلى أن “التنافس الدولي على هذه المنطقة قائم منذ قرون طويلة، وتعتبر مطمعاً لجميع الدول، فمضيق باب المندب يعتبر باباً دولياً لا يعني دولة بعينها إنما يعني دول العالم أجمع، ولكن بشكل خاص واستثنائي يعني الدول المطلة على البحر الأحمر، وهو مفتاح لقناة السويس وكذلك لبحر العرب ولمضيق هرمز وبحر عمان”.

ويؤكد الدبيش أنه “ما لم تكن هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية والجيوسياسية في مأمن عن أي صراعات، فسيتضرر العالم أجمع من أي خطر أو أي مشاكل تحدث فيه، فمضيق باب المندب يجب أن يكون آمناً وبعيداً عن أي صراعات أو مطامع إقليمية أو دولية”.

من جهته، يشير المحلل السياسي مصطفى الجبزي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن وجود قوات طارق صالح في المخا كان نتيجة سياق الحرب بعد نهاية 2017 وتقاسم المناطق اليمنية بين قوى مختلفة ليست على وفاق مع طارق صالح.

ويلفت إلى أن بعض القوى اليمنية المحلية تسعى للسيطرة على المضيق البحري، الذي يعد واحداً من أبرز ممرات الملاحة الدولية في العالم. وفي هذا السياق، يقول المتحدث باسم القوات المشتركة العميد وضاح الدبيش، لـ"العربي الجديد"، إنه بالنسبة للوحدات العسكرية التي في باب المندب وفي جزيرة ميون “لدينا قوات مشتركة من اللواء 17 عمالقة، ولدينا سرايا من قوات المجلس الانتقالي في جزيرة ميون، وقوات أخرى من عناصر التحالف، ولدينا أيضاً سريتان من خفر السواحل التابعة للمقاومة الوطنية ضمن القوات المشتركة في باب المندب”.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص