ليميز الله الخبيث من الطيب!

حار الكثيرون-أعداء وأصدقاء ومحايدون-ازاء الموقف اليمني المتقدم والفاعل من مجازر العدوان الصهيوني الأمريكي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة. -أثار ذلك الكثير من الجدل والتساؤلات ..لماذا حضر اليمن وسجل موقفا واضحا من المذبحة في حين سكت العالم كله أمام الجنون الامريكي ونزعاته الهستيرية في القتل والتدمير والخراب والبطش والتنكيل بملايين الأبرياء وتجاوز كل الخطوط انتقاما لربيبته المدللة بعد الذي كان من زلزال صبيحة السابع من اكتوبر بما فيها قوى عظمى ودول وانظمة كبرى في المنطقة ليست بعيدة من من أهداف المؤامرة الصهيونية وأطماعها التوسعية ؟ هناك من حاول التقليل من دور وموقف اليمن من خلال ربط ذلك بتوجهات وقرارات اقليمية وآخرون رأوه من وجهة نظر ضيقة تحدثت عن المزايدة على الاخرين والبحث عن الشهرة والمكاسب السياسية على صعيد الداخل وربما في المحيط الإقليمي متجاهلين ان من يبحث عن هذه المكاسب الدعائية لا يتخذ من أكبر قوة عسكرية واقتصادية في عالم اليوم خصما مباشرا له. -لقد غفل الجميع عن حقيقة ان الموقف اليمني الذي جسدته ضربات القوات المسلحة في عمق الكيان الصهيوني وعبر عنه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في أكثر من خطاب منذ بدء العدوان على غزة وبلغ ذروة وضوحه وشفافيته قبل ايام خلال تدشين فعاليات يوم الشهيد انما ياتي تجسيدا لهوية بلد أصيل ليست خاضعة لأي نوع من المساومات او ربطها بأي قرارت ومشاريع اقليمية أو دولية او أي شكل من التكسب والأعمال الدعائية. -بطبيعة الحال فموقف القيادة اليمنية التي عبرت عنها "انصار الله" بخطوات واجراءات عملية في ميدان المواجهة مع العدو الاول للأمة لا ولن تروق لانظمة الخنوع والاستكانة في المنطقة وقد وصلت إلى مرحلة من اليقين ان بقاءها مرهون برضا وود السيد الامريكي وبقدر انخراطها في مستنقعات التطبيع ومستوى ما يظهرونه من الولاء والانقياد لواشنطن وتل ابيب.وهذا الموقف ينسحب على أذيال وأذناب تلك الانظمة من مرتزقة الداخل. -المتابع الحصيف لتطورات العدوان على غزة وما يرافقه من جرائم الابادة الشاملة لشعب ذنبه فقط انه يسعى للحرية والانعتاق من نير العبودية والاحتلال يدرك دون عناء كبير أن موقف اليمن الجرئ بالدخول المباشر في مواجهة العدو الاسرائيلي وربط وقف عملياته بوقف العدوان على غزة لم يكن سوى تعبير جلي عن معبرة هوية شعب لا يقبل الضيم ولا يرتضيه للغير وارادة وطن تحرّر من كل القيود والمؤثرات الخارجية وتجسيد لعقيدة إيمانية لا تقبل المساومة أو الانتقاص منها مهما كانت قوة وجبروت الخصم، وإدراك عميق من القائد بأهمية المرحلة وطبيعة التحديات الماثلة وكيفية التعاطي معها بروح المسؤولية الدينية والقومية ليجسد بهذا الموقف العظيم نبض شعب الحكمة والايمان الداعم للحق الفلسطيني منذ الأزل بدوافع ايمانية لا تقبل التشكيك او المساومات وليؤكد القائد بحكمة وحنكة وشجاعة غير معهودة في زمن الصمت والاستسلام ان المحن والشدائد هي المعيار الحقيقي ليميز الله بها الخبيث من الطيب من عباده.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص