كيف اثر إنسحاب قوات فاغنر على حفتر؟


توصل الفرقاء الليبيون الليبيون من المنطقتين الشرقية والغربية أواخر سنة 2020 إلى توقيع إتفاقية وقف إطلاق النار وإستئناف إنتاج وتصدير النفط للدفع بعجلة الإقتصاد الليبي بعد ركود دام طويلاً.
من بين الضامنين لتنفيذ بنود هذا الإتفاق هو القوات العسكرية الروسية الخاصة فاغنر، والتي تواجدت في ليبيا منذ عام 2018، خاصة في منطقة الشرق.
شاركت قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة، إلى جانب القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة خليفة حفتر، في حربه ضد التشكيلات الإرهابية والجماعات المسلحة التي تسللت إلى الأراضي الليبية فور سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي على يد قوات الناتو عام 2011.
وفي مطلع العام الجاري وتنفيذاً لمطالب الشعب الليبي المُتمثلة في إخراج جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية لضمان إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة دون أي تدخل خارجي، سحبت قوات فاغنر الروسية قواتها من مواقع تمركزها في خط التماس الرابط بين شرق وغرب البلاد سرت-الجفرة.
لكن ظهرت مرة أخرى التنظيمات الإرهابية في جنوب وشرق البلاد، فقد إستهدف تنظيم داعش الإرهابي بسيارة مُفخخة معسكر سرية الدوريات التابعة لأحد أكبر الألوية العسكرية بمنطقة أم الأرانب بالجنوب الليبي.
وبحسب التقارير فإن الجيش الوطني الليبي فقد قوته العسكرية والمعنوية نتيجةً لإنسحاب عناصر وقوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة وبالتالي ضعُفت إمكانياتهم على مجابهة الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
ضُعف قوات الجيش الوطني الليبي والناجم في المقام الأول عن خروج فاغنر من ليبيا، أعاد وفق عديد التقارير للمجموعات المسلحة ثقتهم بنفسهم، وبدأوا يتجهزون للهجوم على المنطقة الشرقية وبسط نفوذهم على جميع ربوع ليبيا بدعم خارجي من دول أجنبية جاءت بالمرتزقة المواليين لها إلى طرابلس في فترة تولي فايز السراج رئاسة حكومة الوفاق الوطني السابقة.
ففي فبراير الماضي خرجت كتائب مصراتة ببيان جاء فيه عزمهم على دخول بنغازي شرق البلاد والتخلص من خليفة حفتر ومعاقبته على الجرائم التي إرتكبها-حسب قولهم- وأنهم إختارو هذا التوقيت بعد علمهم بإنسحاب قوات فاغنر الروسية وبالتالي فإنهم قادرين على دخول بنغازي دون أي مقاومة من الشرق.
الخبراء والمراقبون للمشهد السياسي والعسكري، يرون أن تحشيدات الميليشيات في الغرب وعودة التنظيمات الإرهابية في الجنوب، ناجمة عن خروج قوات الشركة العسكرية الروسية من الأراضي الليبية وتوجهها إلى المناطق التي حررتها روسيا في أوكرانيا لبسط الأمن فيها وصد أي عدوان متوقع من الجانب الأوكراني.
من شأن فقدان خليفة حفتر لحليف قوي ساعد على مدار سنوات في الحفاظ على أمن وسلامة البلاد أن ينعكس سلباً على أبناء الشعب الليبي وفق عديد المراقبين ومن شأنه أن يُعيد ليبيا إلى مربع الصفر في حالة الفوضى الأمنية والتبعية وفقدان أي تقدم نحو إيجاد حل سياسي سلمي يصل بالبلاد إلى إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص