من يشعل فتيل الفتنة في ليبيا؟

مع تحطم آمال الليبيين بفشل عقد إنتخابات رئاسية في البلاد أواخر العام الماضي، والمد والجذب بين السياسيين بتحديد موعد جديد لها، يستمر الصراع السياسي في ليبيا بين تحالف البرلمان وحفتر وباشاغا رئيس حكومة الإستقرار الجديدة من جهة وتحالف عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المقالة من قبل البرلمان وعدة أطراف سياسية في الغرب الليبي من جهة أخرى.

حيث رفض الدبيبة تسليم السلطة لنظيره باشاغا، وأكد أنه لن يسلمها إلا لسلطة منتخبة، وأشار إلى أن مجلس النواب منحاز ويفرض قراراته على الليبيين. ليشتعل الصراع بين الجانبين والذي يبقى سلمياً حتى اللحظة، في ظل توتر مسلح وتأهب لإشتعال نزاع مسلح في أي لحظة.

يحاول الدبيبة كسب الوقت، لكنه يفقد قوته وشرعيته تدريجياً خلال ذلك، فبحسب مراقبين ومحللين للوضع الليبي، فإن الدبيبة لم يستطع إستمالة المجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي إلى صفه، فالأخير بدأ بالعمل في صف تحالف باشاغا، وما زيارته الأخيرة الى مصر ولقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الداعم للحل السياسي الذي طرحه البرلمان والواقف في صف التحالف الشرقي عموماً، إلا تأكيد على ذلك.

كما أن إحتماء الدبيبة بالدعم الخارجي وبعض من الجماعات المسلحة التي يمولها، لن يقدم له فائدة ترجى في عمله على تحقيق طموحاته السياسية، وفق بعض المتابعين، في حين أن باشاغا بدبلوماسيته وحنكته المعهودتين يستمد قوته من وقوف  عدد من التيارات السياسية في عموم البلاد الى صفه والذي استطاع كسب موقف المجلس الرئاسي والدول المجاورة لليبيا.

و أعرب باشاغا أنه متمسك بتسلم مهامه وممارسة أعماله من طرابلس وأن الدبيبة عاجلاً أم آجلاً سيُسلم للأمر الواقع وسيتنحى عن منصبه، لكن الدبيبة وفي رد على ذلك، جمع قواته الموالية له وأغلق الطريق أمام باشاغا ومنعه من دخول العاصمة، ليخرج باشاغا وينبه من خطر الإنزلاق إلى الحرب وأنه سيتسلم السلطة بقوة القانون وليس بقانون القوة.

يُشار الى أن الدبيبة على رأس الحكومة، لم يحقق شيئاً يُذكر من المهام التي كانت منوطة به، خلال فترة حكمه التي حددتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني برعاية الأمم المتحدة منذ حوالي السنة، من توحيد لمؤسسات الدولة وتفكيك الميليشيات المسلحة في الغرب الليبي وإطلاق الموازنة العامة وتمهيد البلاد لإجراء إنتخابات رئاسية.

 إلى جانب ذلك قام بالتصرف بأموال الدولة للترويج لنفسه وأطلق يد بعض الميليشيات ودعمها مادياً وترشح للانتخابات الرئاسية.

بينما عمل المصراتي فتحي باشاغا على الحوار مع تحالف الشرق الليبي وقام بلقاء خليفة حفتر، وإستطاع الوصول الى تسوية أهلته لإستلام الحكومة بهدف إنقاذ البلاد ومعاودة فتح الطريق نحو الانتخابات التي يطمح إليها الشعب الليبي.

كما أنه لم يجر نفسه نحو إستفزازات الدبيبة، مع العلم بأن لديه القوة الكافية لهزيمة الدبيبة خصوصاً في ظل وقوف شريحة واسعة معه إبتداءً من الجيش الوطني الليبي إنتهاءً بالمجلس الرئاسي.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص