بدء أعمال المؤتمر العلمي الأول للتعليم الإلكتروني في اليمن

بدأت اليوم بصنعاء أعمال المؤتمر العلمي الأول للتعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي باليمن "الواقع والتطلعات".

يشارك في المؤتمر الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ممثلة بمركز تقنية المعلومات، بالشراكة مع الجامعة الاماراتية الدولية نخبة من الأكاديميين والباحثين من مختلف الجامعات اليمنية وصناع القرار ومشاركة خبرات دولية من" اليمن، مصر، سلطنة عمان، فلسطين وماليزيا".

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بحضور عضوي المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي ومحمد النعيمي، اعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي، انعقاد المؤتمر في ظل الظروف الراهنة رسالة للعالم بمواصلة صمود الشعب اليمني وتحركه وقدرته على التأثير وصنع التحولات وكسر الحواجز التي فرضت عليه.

وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي ضمن مشاريع وأنشطة الرؤية الوطنية في محورها المتضمن تشجيع الإبداع والابتكار والبحث العلمي، سيما والمؤتمر يتزامن مع الذكرى الـ50 لتأسيس جامعتي صنعاء وعدن.

وأكد الرهوي أن التعليم الرقمي والإلكتروني أصبح اليوم من أهم الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحويلها من طور التلقين إلى الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات من خلال الوسائط الالكترونية المتعددة في استخدام أحدث الطرق لنشر العلم والمعرفة.

وقال" نحن على موعد الأحد المقبل بتكريم إحدى الطالبات المتفوقات من مدارس أمانة العاصمة لبحثها المتضمن دراسة علمية في العلوم الطبيعية النادرة على مستوى العالم، تكمن أهميتها من خلال "مبرهنة أساسية تحليلية لكيفية تكوين الثقوب السوداء" والذي نشر ضمن أفضل 22 بحث علمي في المؤتمر العالمي الـ21 بالعاصمة الروسية موسكو".

ونوه عضو السياسي الأعلى الرهوي بدور وزارة التعليم العالي ومركز تقنية المعلومات والجامعة الإماراتية في تنظيم أول مؤتمر علمي للتعليم الإلكتروني لتسليط الضوء على كيفية الاستفادة من التعليم الإلكتروني وتوظيف مخرجاته في عملية التنمية.

ودعا الرهوي المشاركين في المؤتمر الذين يمثلون كوكبة من رؤساء الجامعات اليمنية والباحثين والمختصين بهذا المجال إلى الخروج بتوصيات تسهم في الارتقاء بمستوى التعليم العالي باليمن.

فيما أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن المؤتمر يعد من المؤتمرات العلمية الاستثنائية والهامة التي ستقدم أنموذجاً علمياً يسهم في حل إشكالية التعليم عن بٌعد والتعقيد الذي واجهه الجميع.

ولفت إلى أهمية تقنية المعلومات التي أصبحت جزء من حياة الباحث والطالب والأستاذ وحياة المجتمع بصورة عامة .. مؤكداً أن الجميع في التعليم العالي ومؤسساته بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات معنيون بتجاوز التعقيدات المتصلة بالتقنية والتعامل معها باعتبارها وسيلة هامة يمكن إيصالها للطالب بشكل مباشر وإلى المراجع الحديثة والقديمة.

واعتبر المؤتمر نوع من الشراكة الفعلية بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات الحكومية والأهلية والخاصة وتجربة مثيرة للاهتمام تشجع على العمل المشترك في هذا المضمار.

وأشار رئيس الوزراء إلى التحدي الكبير الذي فرضه كوفيد 19 على كافة القطاعات ومنها قطاع التعليم وما يمثله التعليم الإلكتروني من وسيلة عملية هامة للحد من آثاره على التعليم .. منوها بهذا الخصوص بالتجربة التي تم اعتمادها من قبل عدد من الجامعات اليمنية عبر نظام التعليم عن بعد وما مثلته من أهمية للعملية التعليمية.

وعبر عن شكر وتقدير المجلس السياسي الأعلى ومجلس الوزراء لوزارة التعليم العالي وقيادتها التي استطاعت أن تجمع هذا العدد النوعي من الأساتذة والعلماء والمفكرين الذين يٌعدون ثروة اليمن الحقيقية التي لم تٌبدد برغم عدوان وحصار خمس سنوات وسبعة أشهر.

ووجه الدكتور بن حبتور وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات العمل على كل ما من شأنه تطوير خدمة الإنترنت وزيادة سرعته لما فيه تحقيق الاستفادة الإيجابية منه في مختلف المجالات وفي المقدمة التعليم العالي والبحث العلمي والمساهمة في تحويل مخرجات هذا المؤتمر إلى واقع ملموس وسهل.

وتطرق رئيس الوزراء إلى التحضيرات التي بادرت بها الحكومة للاحتفاء باليوبيل الذهبي لتأسيس جامعتي صنعاء وعدن والتي حال وباء كورونا دون استكمالها .. وقال" إن مناسبة كهذه هي شرف لأي أكاديمي في اليمن إلى أن جامعتي صنعاء وعدن استطاعتا رغم الظروف قبل وأثناء العدوان وحتى بعد العدوان وشحة الإمكانيات الصمود والإسهام في تخرج علماء ومفكرين وأساتذة، قدمتا أنموذجاً مشرفاً للأستاذ اليمني على مستوى الوطن العربي".

وعبر في ختام كلمته عن شكره للمجلس السياسي الأعلى وحضوره اللافت لدعم المؤتمر ودور وزير التعليم العالي ونائبه والوكلاء وكل الجهود التي بذلت لإنتاج مواد المؤتمر.

وفي المؤتمر الذي حضره نائبا رئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والرؤية الوطنية محمود الجنيد، أكد وزير التعليم العالي رئيس المؤتمر حسين علي حازب أن انعقاد المؤتمر الأول للتعليم الإلكتروني يمثل أحد أهم المؤتمرات العلمية على مستوى اليمن لمناقشة وإثراء واقع التعليم الالكتروني الواقع والتطلعات.

وأوضح أن التعليم الإلكتروني أصبح اليوم أحد موضوعات العصر المهمة والجوهرية تقتضيها حتمية تطوير العملية التعليمية في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.

وأشار الوزير حازب إلى دور الوزارة ومركز تقنية المعلومات في دراسة الموضوع من كافة جوانبه والتنسيق مع اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة والتوصل لإعداد آلية لاستئناف الدراسة واستكمال الاختبارات للعام الجامعي 2019- 2020 م وموافقة مجلس الوزراء عليها.

ولفت إلى أن تلك الجهود ترجمت اليوم إلى واقع عملي بانعقاد المؤتمر وإفساح المجال لأكبر عدد ممكن من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والتعليم الالكتروني للمشاركة فيه .. مؤكداً أن مركز تقنية المعلومات هدف من خلال المؤتمر جمع الأكاديميين والباحثين ‏وصناع القرار والمستخدمين للتعليم الإلكتروني لمناقشة التعليم المبتكر والأفكار والمبادرات المبدعة ليسهم في فتح آفاق جديدة من أجل تحقيق مستقبل واعد لليمن.

من جهته استعرض المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور فؤاد حسن عبد الرزاق محاور المؤتمر للارتقاء بالبيئة التعليمية الإلكترونية وتمكين العاملين فيها من الاندماج في العصر المعرفي الرقمي لتجاوز التحديات التي تواجهها تكنولوجيا وتقنيات التعليم في اليمن.

وذكر أن من أهداف المؤتمر إيجاد حلول تقنية للتحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية باليمن في ظل الوضع الراهن جراء العدوان والحصار

وأشار الدكتور عبد الرزاق إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي تتويجاً لإجراءات تبنتها وزارة التعليم العالي ومركز تقنية المعلومات لوضع الضوابط لاستكمال العملية التعليمية للفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2019 -2020م والتي توقفت بسبب جائحة كورونا.

وأكد أن تجربة اليمن في ظل جائحة كورونا فتحت آفاقاً جديدة جديرة بالدراسة والتقييم والتطوير بما يتلاءم والإمكانات المتاحة ويعزز ثقافة التعامل مع تكنولوجيا التعليم لدى أطراف العملية التعليمية, للحاق بركب التطور المعرفي الرقمي.

في حين أكد رئيس الجامعة الإماراتية الدولية الدكتور نجيب الكميم أن انعقاد المؤتمر يجسد الشراكة الحقيقية مع وزارة التعليم العالي، بما يسهم في دعم استمرارية وتطوير العملية التعليمية ومواكبة التطورات عبر استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.

وأوضح أن المؤتمر يسعى لنشر ثقافة التعليم الالكتروني والتعليم المدمج في مؤسسات التعليم العالي باليمن باعتبار هذا النوع من التعليم أصبح اليوم خياراً استراتيجياً لمختلف المؤسسات التعليمية في اليمن لترجمة مضامين مصفوفة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية.

وأشار الكميم إلى أن الجامعات اليمنية أحد المكونات الأساسية لعملية التنمية وتقديم العون للدولة والرديف المساند للحكومة من خلال تسخير إمكاناتها في استمرارية التعليم.

وبين أن ما يميز المؤتمر يمثل في المشاركة المحلية والإقليمية والدولية للاستفادة من التجارب والخبرات التقنية للارتقاء بالبيئة التعليمية والالكترونية وتمكين شركاء العملية التعليمية من الاندماج في العصر المعرفي والرقمي.

حضر المؤتمر وزراء التخطيط الدكتور عبد العزيز الكميم والاتصالات المهندس مسفر النمير والدولة حميد المزجاجي ونائبا وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين والتربية والتعليم الدكتور همدان الشامي ومستشار الرئاسة الدكتور عبد العزيز الترب وقيادات التعليم العالي ووكلاء الوزارات ذات العلاقة ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية.

عقب ذلك بدأت جلسات أعمال المؤتمر، حيث استعرضت الجلسة الأولى التي رأسها عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي والخبير الوطني الدكتور عبد اللطيف حيدر، تجارب إقليمية ودولية في مجال التعليم الإلكتروني عبر تقنية البث المباشر "الزوم".

تناولت الورقة الأولى التعليم الهجين أحد التوجهات المستقبلية للتعايش مع أزمة كورونا التجربة المصرية للدكتور جمال علي الدهشان، فيما استعرضت الورقة الثانية المقدمة من الدكتور العماني أحمد بن سعيد الحضرمي تجربة الجامعات العمانية في التعليم الالكتروني".

وتطرقت الورقة الثالثة المقدمة من الدكتور محمود عبد المجيد عساف من فلسطين" دور الممارسات التدريسية الإلكترونية خلال جائحة كورونا في تعزيز مهارات التعلم المنظم ذاتياً لدى طلبة الجامعات"، وتناولت الورقة الرابعة المقدمة من الدكتور إبراهيم محمد الرجوي من ماليزيا التجربة الماليزية للتعلم الإلكتروني في ظل الجائحة".

في حين استعرضت الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور محمد ضيف الله ورقتا حول التعليم الإلكتروني وأدواته للدكتور أحمد الهبوب والمشروع الوطني الصادر من وزارة التعليم العالي وتقييمه للدكتور نعمان فيروز.

ويناقش المؤتمر بالشراكة مع الجامعة الإماراتية الدولية، من خلال ست جلسات عمل عدد من المحاور حول التجربة الوطنية للتعليم الالكتروني بمؤسسات التعليم العالي ومنظومة الاتصالات وتقنية المعلومات وسبل الاستفادة منها في إنجاح التعليم الالكتروني باليمن.

كما يناقش تتضمن محاور مؤتمر جودة التعليم الالكتروني والتعليم الافتراضي التطبيقي والمعايير المطلوبة وكذا استعراض تجارب إقليمية ودولية عن التعليم الالكتروني.

تخلل الجلسات مداخلات ونقاش مستفيض حول واقع التعليم الالكتروني باليمن وإمكانية الاستفادة من التجربة الوطنية التي تمت في ظل جائحة كورونا والانتقال إلى التعليم المدمج لإحداث نهضة تنموية شاملة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص