كواليس مسلسل غربة البن : كيف لاحقتهم الكوليرا، ولماذا رفض أصحاب المنازل التصوير؟ صلاح الوافي يتحدث عنها..

يعتبر مسلسل "غربة البن"، الذي يعرض على قناة يمن شباب الفضائية، العمل الدرامي الأكثر حضوراً في الفضائيات اليمنية خلال هذا الموسم، رغم الإنتقادات الكثيرة التي وجهت له من قبل متابعين ومهتمين.

 

في حديثه لـ"المصدر أونلاين" عن كواليس المسلسل يقول صلاح الوافي مؤلف ومنتج المسلسل إن صعوبات كثيرة واجهت الطاقم، "لولا العزيمة والإصرار لما رأى المسلسل النور" حسب تعبير صلاح.

 

يقول الفنان "صلاح الوافي"، وهو أيضاً أحد أبطال المسلسل، إن العوائق التي واجهها الطاقم كثيرة، أبرزها المكان والظروف التي تم فيها التصوير، حيث جرى تصوير المسلسل في قرية "جرمة" النائية، بمديرية حراز، غرب العاصمة صنعاء، لافتاً إلى وعورة الطريق، بل وعدم وجود طريق للسيارات، الأمر الذي شكل إعاقة كبيرة لطاقم العمل.

 

وأضاف "الوافي" في تصريح لـ"المصدر أونلاين"، أن من العوائق إصابة الكثير من أفراد طاقم مسلسل "غربة بن" بوباء يعتقد أنه الكوليرا إلى جانب "الربو"، مبيناً أنه كل يوم كان يتم إسعاف اثنين أو ثلاثة من الطاقم، بل إنه في أحد أيام التصوير جرى إدخال الفنانة "سالي حمادة" إلى العناية المركزة، وهو ما دفع الطاقم إلى نقل المكان، ونقل المساكن ونقل المواقع بشكل كامل، بما يتطلبه ذلك من نقل للديكورات والتجهيزات.وبيّن "الوافي"، أن الناس في المنطقة كانوا متعاونين مع الطاقم، إلا أن ما حدث لم يكن بيد أحد، في إشارة منه لما تعرض له الطاقم من أمراض.

 

وأضاف "صلاح الوافي" لـ"المصدر أونلاين": "بعد 25 يوم من التصوير اضطرينا ننقل الطاقم إلى قرية الهجرة، نقلنا المواقع والاكسسوارات حتى أصحاب القرية جابوا لنا الاكسسوارات التي استخدمناها منهم، نقلنا مواقع المسلسل كاملة، وبالتالي أعدنا المسلسل من جديد، حتى قمنا بطلاء المنازل من جديد، حاولنا قدر المستطاع أن نجعل المواقع شبيهة بالمواقع السابقة".

 

وأشار إلى وجود إشكالية أخرى تتمثل في ارتباط الفنان "محمد قحطان" بعمل فني آخر، الأمر الذي اضطر طاقم "غربة بن" إلى البدء بإنجاز مشاهد "قحطان"، وهو ما مثل ضغطاً كبيراً على الطاقم، كما أن هناك ناس انسحبوا رغم أنه كان قد تم تصوير مشاهد لهم من بينهم أطفال، وهذا ما قد يلاحظه البعض، حيث أن بعض الأطفال شاركوا في البداية، ثم انسحبوا لاحقاً، فاضطر الطاقم إلى استبدالهم، كما بين "الوافي".

 

هرب الطاقم من قرية "جرمة" ونقلوا التمثيل إلى "الهجرة" إلا أن المرض لاحق الطاقم إلى قرية الهجرة أيضا.

 

وقال "صلاح الوافي": "إشكالات كثيرة واجهتنا، انسحاب ممثلين، طبعاً تعبوا 25 يوم، لأنهم مرتبطون بأعمال أخرى، تغير فني مكياج أكثر من مرة، حتى اضطرت سالي حمادة هي التي تشتغل مكياج وساعدتنا كثير جداً، مرض علينا المخرج وليد العلفي أيضاً بعد الانتهاء من تصوير مشاهد مسعود، إضافة إلى أن هناك عوائق أخرى كالمطر، وكاعتراض بعض ملّاك المنازل، رغم أنهم سمحوا لنا في البداية بالتصوير، إلا أنهم تراجعوا، ما دفعنا إلى التصوير في منزل ثاني، وإعادة التصوير فيها، وطلاء المنازل، منها على سبيل المثال منزل "مسعود" الذي تغير أربع مرات".

 

كما بيّن أنه تم تغيير أكثر من مخرج بسبب الظروف الصعبة التي عمل فيها الطاقم، مؤكداً أنه راضٍ جداً على ما تحقق، والأخطاء سيتم تلافيها مستقبلا، مضيفاُ: "أنا أنتج بميزانية مثل ميزانية مسلسل كيني ميني لعام 2007"، في إشارة إلى محدودية الميزانية المخصصة للمسلسل مقارنة بالجهد الكبير الذي بُذل.

 

وحول الرسائل التي تضمنها مسلل "غربة بن" قال "صلاح الوافي": "أردنا تصوير معاناة المغترب وذويه أيضا، والتطرق إلى أهمية الزراعة، الزراعة التي أثرت وتأثرت بالغربة، وكيف أن عزوف الناس عن الزراعة دفعت الناس إلى الغربة، والعكس أيضا، إضافة إلى النظرة التي كانت سائدة للمغترب، على أنه شخص مرتاح، بينما هو في الحقيقة يعاني كثيرا".

 

وأضاف "الوافي" لـ"المصدر أونلاين": "سميناها غربة البن، لأن ثمرة البن وكثير من المحاصيل الزراعية كانت رافدة للاقتصاد اليمني، وتشكل رمزاً للإنسان اليمني، فجعلنا البن هو الرمز الأساسي، لأن الكثير من القصائد غنيت عن البن، والكثير من الحكايات أيضا حكيت عن البن".

 

ولفت إلى أن الهدف من المسلسل هو دعوة الناس للعودة إلى الزراعة، لأن الشعب حسب قوله، أصبح شعباً مستهلكاً، مبينا أن الطاحون في المسلسل يرمز للخير، فحينما كان يسمع اليمنيون قديما صوت الطاحون، كانوا يستبشرون بالخير، لأن ذلك يعني أن هناك زراعة وحبوب ومحاصيل، وحينما اختفى صوت الطاحون، اختفى الخير، إضافة إلى أن هناك رسائل جانبية أخرى أراد الطاقم إيصالها، بعضها عاطفي وأخرى تتعلق بالخير والشر".

 

وأضاف "الوافي": "لما بدأنا نكتب المسلسل أنا والأخ وليد العلفي، وخليل العامري، والدكتور وسيم القرشي، كنا نريد أن نقول للناس إنه لا شيء مطلق، حتى الخير والشر، فالإنسان الذي قد يكون أول المسلسل شريراً، قد يتحول في آخره إلى إنسان مظلوم، والإنسان الطيب قد يتحول إلى شرير يؤذي الآخرين"، وهنا رسالة مهمة، أردنا إيصالها، وهي أنه لا يجب أن نطلق الأحكام العامة على الآخرين، ولا أن نعمم عليهم فأينما يوجد شر هناك خير والعكس".

 

وأشار إلى أن هناك رسائل أخرى مثل زواج القاصرات والطمع النظافة، وأيضا الأمانة ورسائل للمغتربين تدعوهم إلى العودة إلى بلادهم وإحياء الزراعة، كما سلط مسلسل "غربة البن" الضوء على الشركات والتجار الذين بدأوا يستثمرون في مجال البن والزراعة بشكل عام".

 

وعن الانتقادات التي تعرض لها "غربة البن"، قال "الوافي": "نحن نشتغل بموجب تصاريح أمنية، وحينما تنتهي مدة التصريح نضطر للتوقف، ورغم أن الجهات الأمنية جددت لنا التصريح، إلا أن هذا جعلنا نعمل بتويرة غير طبيعية، وبعجالة وهذا بالتأكيد أثر علينا وعلى العمل".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص