أ/ صدام حسن أ/ صدام حسن
كفيفه يمنيه.... تصدح عبر الأثير!

رساله الشوكاني فتاه يمنيه اكتسبت الصلابة من شوامخ اليمن واستطاعت أن تنحت في صخور الاعاقه لتغدوا عنوانا من عناوين الأمل وأنموذجا متميزا  للشخص المثابر وأضحت صوتا إذاعيا فريدا حمل على عاتقه قضايا الأشخاص ذوي الاعاقه.

بكل عزيمة استطاعت رساله الشوكاني أن تجعل من قيود الاعاقه مفاتيح امل وشلالات نور يهتدي بها كل معاق .

 بعد عامين من ولادتها أصيبت رساله الشوكاني  بالعمى نيتجه حمى المت بها على حين غفله  وبسببها تبدلت حياتها وتغير واقعها وأضحت كفيفة في مجتمع لا يجيد التعامل مع الأطفال العاديين فماباك بطفل معاق ومنذ ذلك الوقت كان لازما على الطفلة رساله الاهتمام بنفسها وراحت بكل بصبر واراده  تحيك من معاناتها ثوبا مطرزا بعناوين الأمل والتفاءل والاصرار وشكلت من تلك المعاناة دربها الملئ بالتميز وجعلت النجاح غايتها وراحت ببصيرتها المتقدة تنقش حروف أيامها في مشوار الحياه .

 في 12 يناير عام 1989وفي قرية ألهجره بحراز ولدت رساله كأي طفلة في هذا العالم  ولم تكمل عامها الثاني حتى أصابتها حمى ذهبت بنور عينيها فاشتعلا قلبها نورا قبل أن تغادر الحمى جسدها وفي عامها الثالث قدم وفد سياحي الى بلد الحضارة لكي يتمتع  بما أبدعه الإنسان اليمني القديم وخلال تجوالهم في المواقع الاثريه بمنطقه ألهجره بحراز شاهدوا طفلة فقدت بصرها

 كان بين الوفد السياحي الزائر  أطباء قاموا بإخذ الطفلة رساله  إلى ألمانيا. لعلاجها للاكن للأسف يبدو أن القدر  يخبئ لها ما هو أعظم لم تنجح العملية هكذا قيل لها..

ليست الحمى من أزعج  رسالة بل المجتمع  فهي تعيش في قرية نائية لا يكاد يصلها شيء حتى يتنور أهلها ففي مجتمعها لا تحصل الأنثى الا على اسمها فقط ولو استطاعوا لأخذوه منها

ظلت رسالة في تلك القرية حتى الخامسة من عمرها وفي السادسة سمع أحد الأقارب أن هناك جمعية لديها مدرسة تدرس الكفيفات كاد  النور ينطفئ في حياه رساله بسبب رفض البعض في الحاقها بالجمعية.

وأمام إصرارها  ومحاولة الجمعية إقناع أهلها تم ألحاق رساله بجمعية الأمان. حينها بدأ النور يسطع في قلبها وينير لها الطريق .. إلتحقت بالمدرسة كغيرها و درست الصف الأول والثاني وهنا تدخلت يد الجهل مرة أخرى لتحرمها الدراسة مرة أخرى وظلت سنة حتى أصرت هي على العودة للجمعيه لم يكن معها أحد في هذه المرة الا نور قلبها وعزيمتها التي تلامس السحاب..

 أدركت،اداره الجمعية ذلك ومنحتها فرصة لدراسة السنة بسنتين فدرست الصفين الثالث والرابع في سنة واحدة والخامس والسادس برغم من صغر سنها..

 حتى المجتمع الذي كانت تعتقد  أنه سيكون نصيرا لها وجدت الطالبه رساله الكثير من العقبات فقد تم رفضها من قبل المدرسة التي كان يجب أن تكمل فيها تعليمها ضمن مشروع الدمج الذي تقيمه الجمعية لدمج ذوي الإعاقة البصرية ولاكن اصرارها. جعلها تتخطى تلك العقبات.

 أثناء دراستها في الجمعية التي تعد وطنها وبيتها الأول ووجدت فيه نفسها وكيانها تعلمت رساله الكتابة على الطابعة التي كانت تستخدم في المكاتب واستعدت لكي تكتب الواجبات المدرسية بها لتدحظ عذر المدرسة في قبولها وتم قبولها في مدرسة الفضيلة وفي الثانوية واجهت نفس المشكلة لاكن ثقتها بنفسها وعزيمتها الصلبه جعلتها تكون ضمن من تم قبولهن وأتمت الثانوية في مدرسة معين وبعد تخرجها من الثانوية ألحقتها الجمعية بعدد من المشاريع التي كانت تنجزها .

 

 كان طموحها أن تكون اعلامية ناجحة كان للأعمال التي أوكلت لها أثر كبير في شخصيتها وتأثير مهم في حياتها أكثر وأعظم، ساندها في تجاوز تلك المحطات وفي  كل مراحل حياتها المرحومه الأستاذة والأم الفاضلة فاطمة العاقل التي لم تكن مجرد شخص عابر في حياتها بل  كانت تشعل بريق الأمل في كل محطة مظلمة من العمر. تمر بها رساله واترابها الكفيفات بالتشجيع تارة وبالنصح تارتا أخرى وكانت هي الموجه والمربي وهي من غرس بذور الأمل في نفوس الكفيفات.ِ

لسنوات كثيره ظلت جمعية الأمان دوحه عطاء للكفيفه لرساله والكثير من كفيفات اليمن .

إلتحقت رسالة بالجامعة كغيرها من المكفوفين بعد أن أتيح لها دخول مجال الإعلام وكانت طالبه متميزه  وقد أنضجتها تجارب الماضي ولاكن لم تعرف أن لكل مرحلة تعقيداتها بقدر خبرتك تكون معوقاتك أكملت الجامعة رغم الصعوبات والعراقيل الكثيره لكن حلاوه النجاخ انستها مراره الايام .

التحقت رساله  بالتعليم واكملت دراستها في جمعيه الامان لرعايه الكفيفات وراحت مع كل مرحله من مراحل التعليم ترسم حكايه كفيفه رفضت ان تكون رهين المحبسين اعاقتها والمجتمع الذي إمن اخيرا بان الاعاقه طاقه لايمكن لأحد مقاومتها او الوقوف امامها

 للإعاقة في حيات رسالة تأثير كبير ففي مجتمع كمجتمعها شكلت قيدا  وعائقا  وحاجزا كبيرا  فهي ليست كفيفة فقط بل وأنثى يجب أن تبقى في البيت لآكنها أثبتت لكل من وقف في طريقها أن في الإعاقة طاقة لا يمكن لأحد مقاومتها .

 شعار رسالة كما أعطاني هذا الوطن جزء منه يجب علينا أن نعطيه كل ما لدينا لم تقف رسالة عند هذا العائق توجهت الى كل باب تطرقه ليس لتأخذ هذه المرة بل  لتعطي فقد أصبح في جعبتها للوطن ما يستحق العطاء.

حملت رساله على عاتقها قضايا ذوي الإعاقة وبعد بحثها المضنى استطاعت أن تقنع القائمين على إذاعة برق احدى الاذاعات اليمنيه  فكان لها ما تمنت وها هي اليوم صوتا يصدح في كل أسبوع.

 

في كل حلقه تناقش رساله قضيه ما وتقدم الحلول  المناسبه لهذه القضايا ِكانت رسالة ولا تزال هي المكسب للإذاعة ولشريحه المعاقين خاصه والمجتمع بشكل عام فهي انموذج فريد لصناع الامل في فلوات الياس واحد عناوين الاراده والتحدي لبؤس الاعاقه ووقسوه العجز وببصيرتها اصبحت نبراسا نور واشعاع امل ووينبوع عطاء متجدد بتجدد الايام لم ينقص رسالة ما عند الأسوياء ولا يمكن للاعاقه ان تنقص منها فكمال الجسد لا يعني أن تستطيع عمل كل شيء هي الروح من تحدد.

طموح رسالة هو أن تصل الى أبعد نقطة وأن تكون إعلامية مشهورة وأن ترد الجميل لكل من وقف الى جانبها  وساندنها في جميع المحطات التي كان من الممكن أن تسقط فيها طموحها  ان  تصافح السماء بكلتا يدها ...

للاعلاميه رساله الشوكاني رسالتها السامية ومنها يتعلم المبصرون أبجديات التميز نجحت رساله وهي كفيفه  فيحين عجز الكثيرون عن النجاح وهم مبصرون وصدق القائل عزوجل انها لاتعمي الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص