مراقبون ثلاثة تفسيرات للهجوم "الإماراتي السعودي" على "قطر".. و“قناة الجزيرة” رداً على ذلك "تنشر انتهاكات" للتحالف في اليمن .

أفادت مصادر سياسية مطلعة في الشأن الخليجي، أن هناك ثلاثة تفسيرات تكمن خلف التصعيد السعودي الإماراتي ضد الدوحة، من أهمها فضح دولة قطر لمخططات أبناء زايد في تقسيم الجنوب اليمني عن شماله، بالإضافة إلى الموقف من حماس والإخوان، و فضح المخططات السعودية الإماراتية في القرن الإفريقي.

وقالت المصادر أن الانزعاج الإماراتي الشديد خلال الأسابيع الأخيرة، كان بسبب التصدي القطري لمخطط الانقلاب في العاصمة المؤقتة عدن الذي قادة المحافظ المقال "عيدروس الزبيد" والقيادي في الحزام الأمني "هاني بابريك".

وأضافت المصادر ، رغم أن الموقف القطري تقاطع مع رفض السعودية لمخطط «انقلاب عدن»، إلا أنه ثمة تساؤل عن حسابات ولي ولب العهد السعودي الخاصة، والتي تجعله حريصا على تعزيز شراكته الشخصية مع أبوظبي.

وأوضحت المصادر، أن الحملة الإماراتية السعودية على قطر ربما يكون لها بعد ثان؛ فالرياض وأبوظبي بدأتا تشعران بالقلق من مواقع إلكترونية عدة سلطت الضوء على مخططات الأولى في اليمن والقرن الأفريقي، والبذخ المالي للثانية مع إدارة «ترامب» أملاً في الحوز على رضاها ومباركتها لخطوة اعتلاء ولي ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» عرش المملكة خلفاً لوالده.

وأشارت ذات المصادر إلى أن الهجوم الضاري على شبكة «الجزيرة» القطرية من قبل وسائل إعلام يسطر عليها "بن زايد" والتي انطلقت قبل أيام على تلك المواقع التي تغرد خارج السرب الإماراتي السعودي، .بإضافة إلى السببين المذكورين بالأعلى.

 وتابعت ، من الملاحظ هنا أن الهجوم على تلك المواقع جاء من أعلى المستويات في الإمارات، ومنه وزير الدولة للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، ونائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي «ضاحي خلفان»، وهذا إذا كان يعكس شيئاً؛ فهو يعكس مصداقية وتأثير تلك المواقع، كما يعكس أيضا خوف الأمارات من الإعلام الجديد.

 

ومن جهة اخرى وبعد ساعات على نشر صحيفة “عكاظ” السعودية، الخميس على صفحتها الأولى، مقالاً يُمكن وصفه باللاذع ضد أمير قطر، على خلفية تصريحات منسوبة له ينتقد فيها سياسة السعودية المعادية لإيران، جاء على ما يبدو الرد القطري سريعا وبدون تأخير.

 

وتكفلت قناة “الجزيرة” القطرية بهذا الرد، حيث أوردت على موقعها الإلكتروني تقريراً نقلاً عن منظمة “سام” للحقوق والحريات حول تورط دول التحالف بقيادة السعودية، الذي يشن حربا على اليمن، في انتهاكات لحقوق اليمنيين.

 

وكشف التقرير، الذي يرتقي إلى مقام أول انتقاد من قبل القناة الممولة قطرياً لأنشطة التحالف السعودي – الامريكي في اليمن، عن وجود سجون سرية في مدن عدن والمكلا وسقطرى وحضرموت جنوب اليمن، وتتم إدارتها بشكل خارج عن القانون من قبل تشكيلات عسكرية خارجة عن سيطرة هادي وتحالف .

 

وأضاف التقرير: تشرف على هذه التشكيلات قوات إماراتية، وأصبحت هذه السجون تشكل ظاهرة خطيرة في اليمن، وقد انتشرت أيضاً في مناطق سيطرة حكومة هادي وقوات الغزو والإحتلال خاصة في محافظتي عدن وحضرموت بعيداً عن رقابة وإشراف السلطة القضائية.

 

وأكد تقرير منظمة “سام”، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، أن المعتقلين في هذه السجون السرية يتعرضون لصنوف شتى من التعذيب الجسدي والنفسي، ويحرمون من أبسط الحقوق المكفولة بموجب الدستور اليمني والقوانين الدولية.

 

مبينةً أن هذه المعتقلات تديرها تشكيلات عسكرية، منها قوات الحزام الأمني في عدن وقوات النخبة الحضرمية في المكلا الخاضعتان بصورة مباشرة لإشراف دولة الإمارات العضوة في التحالف السعودي.

 

وأكدت المنظمة أن القبض على المتهمين يتم بدون أوامر قضائية وبأمر مباشر ممن يشرف على قوات النخبة الحضرمية، التي تعمل خارج سيطرة السلطة المحلية.

 

كما عززت القناة القطرية حديثها هذا بتصريحات مسؤول الرصد في المنظمة الحقوقية، توفيق الحميدي، الذي قال في مقابلة مع “الجزيرة” إن لدى منظمته كافة الوثائق والدلائل التي تثبت ما جاء في التقرير، مؤكداً أن اتهام هذه القوات قائم على أدلة وحقائق وثقتها فرق رصد ميدانية تابعة للمنظمة الحقوقية.

 

وأضاف الحميدي في مقابلة له مع “الجزيرة” أن منظمته وثقت 450 اسماً في عدن والمكلا، منهم من تمت تصفيتهم ومنهم من تعرضوا للتعذيب.

 

ووثقت المنظمة في تقريرها ثمانية معتقلات، منها معتقل معسكر الحزام الأمني في منطقة البريقة والذي كان يقوده قائد عوضته القوات الإماراتية بآخر.

 

كما رصدت المنظمة، بحسب “الجزيرة”، معتقلات أخرى في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن والتي يشرف عليها عسكريون إماراتيون وتمارس فيها أنواع مروعة من الانتهاكات التي وثقتها المنظمة.

 

وأهم هذه المعتقلات معتقل الريان، ويقع داخل مطار الريان ومعتقل جزيرة سقطرى، وهو سجن أنشئ حديثاً من قبل قوات الإمارات

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص