"لاوبو" الصينية تتصدر مشهد المجوهرات الفاخرة وتُهدد عرش العلامات العالمية

 

في وقت يشهد فيه سوق الرفاهية في الصين تراجعاً في مبيعات كبرى العلامات الأوروبية والأمريكية بسبب التباطؤ الاقتصادي وأزمة العقارات، تسطع نجمة جديدة في عالم المجوهرات: شركة "لاوبو غولد" الصينية، التي تمكنت خلال عامين فقط من قلب موازين سوق المجوهرات الفاخرة داخل الصين.

انطلقت "لاوبو" برؤية تمزج بين الحرفية الصينية التقليدية والذوق العصري، لتقدّم تصاميم ذهبية مميزة من الخواتم والقلادات والأساور، مستوحاة من رموز الثقافة الصينية مثل نبات القرع والرموز البوذية، لكن بلمسة حديثة تتضمن الطلاء غير اللامع والأحجار الكريمة اللامعة.

 

هذا النهج جعلها تجذب الطبقة المتوسطة الباحثة عن التميز والجودة، في ظل تغيّر واضح في أذواق المستهلكين المحليين.

حققت "لاوبو" نموًا مذهلاً، إذ تضاعفت مبيعاتها في عامين، وقفزت قيمة أسهمها بأكثر من 20 ضعفًا منذ إدراجها في بورصة هونغ كونغ.

 

وباتت منتجاتها اليوم تُعرض في أرقى مراكز التسوق بجوار علامات عريقة مثل "كارتييه" و"تيفاني"، بينما تفتتح فروعًا جديدة خارج الصين في سنغافورة وقريبًا في طوكيو.

 

يرى خبراء السوق، مثل جاك رويزن من مجموعة "ديجيتال لاكجري"، أن نجاح "لاوبو" يعكس توجهاً عاماً في السوق الصينية نحو المنتجات المحلية ذات الجذور الثقافية العميقة. وتعتبر العلامة تهديداً حقيقياً للماركات العالمية، لا سيما مع قدرتها على تقديم مجوهرات فاخرة بأسعار أقل من نظيراتها الغربية، لكن بجودة وخصوصية ثقافية تلقى صدى واسعاً لدى العملاء الصينيين.

 

وقد فاق أداء "لاوبو" في عام 2024 العديد من منافساتها، متجاوزة مبيعات "فان كليف أند آربلز" في السوق الصينية، فيما سجلت ارتفاعاً بنسبة 168% في الإيرادات، في وقت شهدت فيه "ريشمون" المالكة لـ"كارتييه" تراجعاً بنسبة 23%.

 

العلامة استفادت أيضًا من ارتفاع أسعار الذهب، حيث باتت منتجاتها تُعتبر وسيلة آمنة للاستثمار وحفظ القيمة في ظل الضبابية الاقتصادية. ورغم هذه النجاحات، فإن "لاوبو" تواجه منافسة متزايدة من علامات صينية أخرى بدأت تُقلّد نهجها التراثي، ما ينذر بمعركة محتدمة على الريادة المحلية.

 

ختامًا، يطرح صعود "لاوبو" نموذجًا جديدًا لنجاح العلامات الفاخرة: ليس بالضرورة أن تكون عالمية لتُهيمن، بل يكفي أن تكون محلية... بفهم عميق للثقافة والهوية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص