في سياق الجهود المتواصلة لتعزيز حضور الشباب في الحياة العامة، وتفعيل أدوات الدبلوماسية الموازية، قام سعادة السفير عبدالرحمن سعيد فارع، رئيس مبادرة الدبلوماسية الموازية للعملية السياسية اليمنية، بزيارة رسمية إلى مقر مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية في مدينة عدن، حيث كان في استقباله الأستاذ محمود قياح، القائم بأعمال الممثل غير المقيم للمؤسسة.
شكل اللقاء فرصة حوار جاد وعميق، خُصّص لمناقشة التحديات التي تواجه الشباب اليمني في ما يتصل بالمشاركة السياسية المنظمة، وسط بيئة معقدة وواقع سياسي واجتماعي يفتقر إلى القنوات المؤسسية الفاعلة. وقد عبّر السفير فارع خلال حديثه عن بالغ قلقه إزاء تراجع الشغف السياسي لدى جيل واسع من الشباب، نتيجة التهميش، والضبابية، وانحسار الأمل في إمكان التغيير من داخل المنظومة القائمة.
وأكد سعادته أن معالجة هذا التراجع تتطلب تجديد الخطاب السياسي، وإعادة بناء الثقة بين الشباب والمؤسسات، إلى جانب خلق فضاءات حقيقية وآمنة للتفكير والتعبير والانخراط. مشيرا إلى أن تمكين الشباب لا يتم بالشعارات، بل بصناعة مسارات تشاركية واضحة المعالم، تعكس طموحاتهم وتمنحهم أدوات التأثير الفاعل.
كما عبّر السفير فارع عن تهانيه الصادقة لمؤسسة فريدريش إيبرت بمناسبة مرورها بمحطة يوبيلية بارزة، مثنيا على دورها الريادي في دعم مسارات الحوار المجتمعي، وتعزيز مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، خصوصا في ظل الأزمات والتحولات.
واختُتم اللقاء بالتوافق على أهمية تنسيق الجهود بين المبادرة والمؤسسة لتطوير برامج مشتركة تسهم في خلق قيادات شابة واعية، تمتلك المهارة، والوعي، والرغبة في خدمة اليمن من موقع المشاركة لا من هامش الانتظار.
