فهيم القدسي فهيم القدسي
الإعلام وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة

ثمة مفهوم عالمي يدركه القاصي و الداني حول ما يحتاجه ذوي الإعاقة و يجب إلا يغيب عن أذهاننا و مدركنا إن ذوي الإعاقة هم جزء من المجتمعات الإنسانية رغم الخصوصية لأوضاعهم إلا أنها لا تشطب إنسانيتهم ولا تلغيها نتحدث كثيرا عن دور الأعلام وخاصة المرئي من حيث تأثيره وحجم المساحة التي افردها لذوي الإعاقة وطرح قضاياهم وواقعهم وإيجاد البرامج التي تعالج ذلك الواقع والتي ربما تكون من ضمن الرسالة المنوطة على الإعلام وخاصة التلفاز وما يعترى ذلك من قصور  لكن أن يكون عائق يضاف إلى كم العوائق التي تواجه ذوي الإعاقة فالأمر يحتاج إلى أعادة نظر  أن ما يقدمه التلفاز من برامج ومسلسلات بالأولى أن تكون موجة لكل فئات المجتمع دونما استثناء مع مراعاة  كل فئة سوء كانت من ذوي الإعاقة أو من غيرها فالأمر يحتاج إلى دراسة واستبيان   فالتأكيد على استعمال لغة الإشارة في وسائل الإعلام المرئي هو ضمان حق الشخص الأصم في الحصول على المعلومات والمعارف بل من الأهم أن لا تكون الترجمة مقتصرة فقط على الأخبار المحلية فهناك برامج يكون ذوي الإعاقة السمعية في أمس الحاجة إليها ومعرفة ما يدور فيها ولكن وللأسف الشديد تغيب فيها الترجمة الاشارية وبالمقابل يكون نفس الحق لذوي الإعاقة البصرية في مراعاة إعاقتهم أثناء الفقرات الإعلانية للبرامج أو النشرات الإخبارية الرياضية أو الاقتصادية خصوصاً  في استكمال القراءة الصوتية  وعدم الاكتفاء بالإعلان الكتابي الذي لا يصاحبه قراءة  بل العجيب إن اغلب تلك الإعلانات يأتي المذيع على قراءتها إلى أن يصل إلى مواعيد البث والإعادة ليقول يأتيكم في الأوقات التالية فيصمت تماما ليجعل المسالة مأساوية وبحاجة إلى مساعدة لمن هم من ذوي الإعاقة البصرية هم جديد أتمنى أن يؤخذ بعين الاعتبار ونعمل جميعا على ما يخدم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ولاتسي إليهم في إطار من المعايير والضوابط للإعمال التلفزيونية .

ومن هنا وبالإشارة إلى بداية هذه المقدمة فإننا نقول أن حقوق ذوي الإعاقة هي ضمن حقوق الإنسان ولآن حقوق الإنسان فطرية عالمية و لا تتفكك و لا تتجزأ ولا يخلو مجتمع من المجتمعات أيا كان تقدمة العلمي والاجتماعي من ظاهرة الإعاقة فانه يمكن القول أن المرض والإعاقة قدر قدرة الله على عبادة منذ الأزل  ويزول عجبنا عندما نقراء حديث الرسول علية الصلاة والسلام حيث قال . ((لما خلق الله اَدم مسح على ظهره فسقط من ظهره كل نسمه هو خالق من ذريته إلى يوم القيامة ثم عرضهم على اَدم فقال: يااَدم هؤلاء ذريتك وإذا فيهم الأجذم، والأبرص، والأعمى, وأنواع السقام , فقال ادم يارب لما فعلت هذا بذريتي ؟ قال :كي تشكر نعمتي )) .

لذا لا يسعنا إلا أن نتوجه بجزيل الشكر والحمد على ما ابتلانا به المولى سبحانه وتعالى، وتجلت الرحمة الإلهية في نظرة الدين الإسلامي وعديدة هي الآيات القرآنية التي تشير إلى الأشخاص ذوي الإعاقة في أكثر من موقع قراني وبشكل واضح إلى ضرورة احترام إنسانيتهم ومعاملتهم معاملة حسنة موكداً أن إعاقة الفرد لا تعفية من كل الواجبات إلا بالقدر الذي تؤثر به الإعاقة على أداء الواجب.

ومع تقدم الزمن وتطور الحضارات وزيادة تعقيدات الحياة أصبح لابد من ظهور تشريعات وقوانين تنظم العلاقات بين إفراد المجتمع حتى يستطيع الجميع العيش بأمان وسلامة وبكرامة إنسانية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص