تكشّفت في محافظة الحديدة تفاصيل واحدة من أبشع قضايا العنف الأسري، بعد وفاة الطفلة رهف (12 عاماً) في ظروف غامضة، قبل أن يتبين لاحقاً أنها كانت ضحية تعذيب ممنهج، بينما نجا شقيقها الأصغر رياف (6 أعوام) مع آثار واضحة للتعذيب على جسده.

وبحسب رواية والد الطفلة، جميل عبادي، فقد تلقى صباح يوم الإثنين الموافق 14 يوليو اتصالاً من والد زوجته (جدّ رهف) يخبره بأن ابنته "ماتت فجأة" بعد شعور مفاجئ بالتعب أثناء وجودها لديهم في الحديدة  كان الأب حينها في محافظة ذمار، دون أي معلومات إضافية تفسر وفاة ابنته.

وتشير التفاصيل إلى أن القصة بدأت قبل أسابيع، حين وافقت والدة الأطفال على اصطحاب الجد لحفيديه إلى الحديدة لقضاء أيام هناك، قبل أن تتكرر المماطلة في إعادتهما، بحجج مختلفة، بينها دورات تدريبية وتأجيلات متواصلة.

ومع وصول الأب إلى منزل الجد في الحديدة، كانت الصدمة أشدّ حين شاهد آثار تعذيب صارخة على جسد ابنه رياف: ضربات، كدمات، حروق محفورة في القدمين واليدين والوجه، ما عزز قناعته بأن ابنته تعرضت لتعذيب أشد أدى إلى وفاتها.

وبمتابعة القضية، تبين أن الأب شاهد صوراً لجثة رهف التقطت في مستشفى الثورة، وتظهر فيها آثار تعذيب مروّعة، غير أن الشرطة رفضت تسليمه نسخاً منها، مؤكدة أن الصور ستُرفق بملف التحقيقات وتحال إلى النيابة.

ووفقاً للوالد، لم تكن هناك أي خلافات بينه وبين أسرة زوجته، وكان الأطفال يحظون بمحبة الجميع، ما يفاقم غموض الدافع وراء الجريمة.

وقد حاول المتهمون تبرير ما حدث بادعاءات "علاج من السحر والسلوكيات المنحرفة"، إلا أن التقرير الطبي الشرعي نسف تلك المزاعم، مؤكداً وجود تعذيب وحروق وضربات متعددة، دون أي مؤشرات لاعتداء جنسي.

وتواصلت التحقيقات حتى قامت النيابة بتوجيه الاتهام إلى:

• الخال والخالتين بقتل الطفلة رهف عمداً وعدواناً، بعد تكبيلها بالسلاسل وإخضاعها لتعذيب وضرب مبرح في أجزاء مختلفة من جسدها.
• الجدّ بتقديم المساعدة من خلال شراء السلاسل والمشاركة في الجريمتين.

وما تزال القضية أمام القضاء بانتظار استكمال جلسات المحاكمة، بينما يطالب الرأي العام بإنزال أشد العقوبات بحق الجناة وتحقيق العدالة للطفلة رهف وشقيقها رياف.