اضطرابات نفسية محببه Granulo_psycho_disoders

 

يطلق على الأمراض النفسية مصطلح 《أضطراب، Disorder》نيابة عن مصطلح 《داء أو مرض، Disease _أو عله، lliness 》 المستخدمه في التعبير عن الأمراض العضوية في مجالات الطب الأخرى،  ويعود ذلك إلى كون الحالة النفسية للإنسان في تغير مستمر وغير مستقر ولهذا يعاني جملة من الأعراض والتصرفات التي يمكن تمييزها وملاحظاتها بشكل سريري "أكلينكي" وغالبا ما تكون مصحوبة بضايقة وتشوش في وظائف الشخصية، ولكن لا يمكن تشخيصها او تصنيفها على أنها أمراض نفسية mental disease لأنها قد تكون عباره عن أعراض نفسية عابره نتيجة عوامل مؤثرة تنتهي بنتهئها ، وأن كانت تحمل مؤشرات مرضية فعلا،  الا اذا كان لها تأثير على حياة صاحبها الفردية والاجتماعية والمهنية مع استمرارها لأكثر من شهر على الأقل، وهذا ما يفسر استخدام مصطلح أضطراب بدلا عن مرض في الأمراض النفسية على الرغم من كونه مصطلح غير دقيق تماما

 

لكني هنا وتزامنا مع اليوم العالمي للصحة النفسية mental health الذي حددته منظمة الصحة العالمية WHO في يوم 10/10 من كل عام ، لن اتحدث عن أهمية الصحة النفسية في العالم على المستوى الفردي والجماعي وتاريخ تطورها ونشأتها، ووبائيات الأمراض النفسية واسبابها،  بختصار شديد لان اجعل مقالي هذا روتيني في حديثه عن الصحة النفسية.. فمما لا شك فيه أن مثل هذه المواضيع قد  أثراها كثير من زملاء المهنة والمهتمين بالصحة النفسية والتي تتكرر كل عام تقريبا،، لكنني أود الذهاب بكم في رحلة لطيفه قد تكون والمرور على طريق مختلف مؤدي إلى اكتشاف ما تتضمنه الصحة النفسية من أسرار اضطرابات قد يعاني منها الإنسان دون أن يشعر انه يعاني منها، وقد تكون محببه له وهي محببه بالأصل .. فما هي هذه الاضطرابات النفسية، وكيف تكون، وكيف يكون أضطراب نفسي محبب .. ونحن في حقيقة الأمر ما أن نسمع كلمة أضطراب الا ويتبادر إلى اذهاننا وخواطرنا ذلك الوحش الكاسر الذي يأكلنا من الداخل ويجرحنا بجروح مولمه شديدة الألم لا ترى بالعين ولا يمكن احساسها و ادراكها سوى ممن يعاني منها، فليس من السهل أن تكون مريضاً نفسيا وتعاني من آلام نفسية، فما اقساها وافضعها من آلام لا يدركها الاخرون ولا يمكن تصورها كما يمكن تصور الآلام العضوية.. اذا كيف يمكن أن يكون هناك أضطراب نفسي محبب وهو بهذه الفضاعة.. لكن قبل أن نتعرف ماهي الاضطرابات النفسية المحببة يجب أن نتعرف على بعض الحقائق

 

الحقيقة أن الأمر عندما يتعلق بالاضطرابات النفسية ،، فإننا نستطيع القول أن الجميع مرضا ولكن بدرجات.. أو يمكن قول عكس ذلك أن الجميع أصحاء ولكن بدرجات، مما يعني أن الأمراض النفسية تختلف أختلافاً بينياً عن الأمراض العضوية فلا توجد لها مقاييس معروفه ومعايير محدده كمية أو نوعية للسلوك كما هو الحال في الأمراض العضوية فمن السهل معرفتها وتحديدها من خلال مقاييس محدده ومعايير معروفه، فمثلا لو ازدادت حرارة الجسم فوق 37 مئوية يمكننا معرفة أن الإنسان مصاب بالحمى وهكذا.. لكن الأمر مختلف في الأمراض النفسية فلا يمكننا تحديد سلوك Behaviour معين يقوم به الفرد على انه مرض، وذلك كون هذا السلوك يعود لعدة عوامل بيئية وثقافية وتربوية واجتماعية، من هنا جاء تعريف منظمة الصحة العالمية عام 1948 للصحة العامة والذي يشمل الصحة النفسية وهو أن الصحة Health 《هي حاله من المعافاه الكاملة جسديا ونفسيا واجتماعيا وليست مجرد الخلو من المرض أو العجز》 ويظل هذا التعريف الماخوذ به والمرجح كتعريف مثالي للصحة رغم انتقاده بصعوبة قياس المعافاه، مما يعني آننا بحاجة إلى عدة أدوات اكثر تطورا لمعرفة وادراك وتشخيص الأمراض النفسية والعضوية الشارة والمبهمة التي لا تدرك بسهوله كما هو الحال في الاضطرابات النفسية الذي سأتحدث عنها المحببة

 

الحقيقة أن استخدامي لمصطلح محببه Granulocyte يأتي من كون الاضطرابات النفسية التي سأتحدث عنها تتضمن سلوكيات مرغوبة ومطلوبة بل هي من أساسيات حياة الإنسان الاحتياجية للعيش والاستمتاع فيها، ولكن كل ما في الأمر ينحدر تحت المثل القائل 《مازاد عن حده انقلب ضده》اي أنها تكون سلوكيات وتصرفات مفرطه زائده عن الحد الطبيعي Normal لها حتى أصبحت غير طبيعيه Abnormal نتيجة اختلالات بيولوجية في الدماغ تحدث لهذا الإنسان الذي يتشارك مع غيره من أبناء جنسه في كل ماهو بيولوجي الاحتياج ولكنه  يختلف أو يختلفو عن بعضهم بالأصح في ما يحبو وفي ما يفضلو وفي ما يهتمون وفي ما يميلون فكل إنسان منا يختلف عن إنسان آخر في مفهوم التميز والتفرد ولعل هذا هو جوهر اللذة والتنوع والاختلاف والتغيير فأنا لست أنت، وأنت لست أنا، لكننا نعود ليجمعنا تعريف المرض النفسي الذي يصيبنا أن صابنا جميعا وهو عباره عن خلال كيميائي في كيمياء الدماغ يؤدي إلى تصرفات معينة

 

لقد خلق الله الإنسان ومنحه حق الميولات والرغبات والغرائز في الحياة ولذلك قال 《زين لكم حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة  من الذهب والفضة》وقد خلق بداخل هذا الإنسان ثلاث شخصيات تتوافق احيانا وتختلف احيانا أخرى ولكن من خلالها يمكن تحديد توافق الإنسان مع ذاته وتناقضه أيضا الذي يصبح جلياً وواضحا في تصرفاته وميولاته كما يقول الطبيب النفسي النمساوي سيجموند فرويد رائد العلاج النفسي التحليلي والمدرسة التحليلية الذي حدد الأبعاد الثلاث الكامنة في شخصية الإنسان وهي الهو ID والانا EGO والانا الأعلى Super Ego ومن خلالها حتم نظرية الحياة المتمثلة بنزوات الحبEros والموت المتمثلة بنزوات العدوانية Thanato ،، وارجع جميع الاضطرابات النفسية إلى الدوافع اللاشعورية للإنسان في عدم توافقها وتوازنها مع الشخصيات الثلاث السابق ذكرها وتحديدا في إشباع الغرائز الجنسية حيث حتم نظرية إشباع الغرائز بشكل عام والغرائز الجنسية بشكل خاص كأحد الأسباب الأساسية للوصول لصحة النفسية

 

ولا أظن أن هناك من يجهل عملية الغرائز الجنسية واهميتها في الحياة، وأنها وظيفة أساسية عند كل كائن حي سوأ كان نبات أو حيوان أو إنسان.. لا غنى عنها مثل أنه لا غنى عن أكسجين الهواء فالجنس هو رئة الكون الذي يتجدد من خلاله الكائنات الحية..وهو سلوك يؤدي إلى التكاثر من أجل العيش على سطح الأرض، كما أن وجود الرغبة الجنسية لدى الإنسان أين كان رجل أو إمرأه يعطي قيمة لحياتهم الاجتماعية والأسرية خصوصا في مجتمعاتنا العربية، ولهذا فالجميع يخاف من شيء يسمى الاضطرابات الجنسية Sexual disorders والتي تعني انعدام أو فقدان الرغبة الجنسية، والنفور الجنسي وفقدان اللذة، كذلك فشل الاستجابة الجنسية، ويسعد الفرد منا إذَ ظلت لديه رغبة جنسية دائمه ولذه مستمرة واستجابة متواصله متى ما أراد ممارسة الجنس..

 

ولكن ماذا لو كانت هذه الرغبة الدائمة واللذة المستمرة والاستجابة المتواصلة أضطراب أيضًا.. حتما لن يصدقني أحد، ولن يؤمن بقولي هذا، وقد ينعتني بالطبيب المجنون، وحقيقة أن من سيقول هذا معه حق.. فكيف يمكن لشيء وجوده فطري في كينونية الإنسان خلق معه ويعيش به ومن خلاله وهو المعيار الأساسي لوجودنا بالحياة واحد أسباب الصحة النفسية كما يقول مؤسس المدرسة التحليلية.. أن تكون خصائصها الأساسية التي يجب أن تكون حاضره لكي يستطيع الكائن الحي عامة والإنسان خاصة القيام بها هي بحد ذاتها أضطراب.. بل والعكس هو الصحيح أن فقدان الرغبة هو حقيقة الاضطراب، فلو لم تكن هناك لذة ورغبة واستجابة كيف يمكن القيام بالعملية الجنسية،، هذا ما يتبادر إلى ذهن من يسمع بهذا الأمر كما تبادر اليّ أثناء اكتشافي اياه ، ولكن هذه الحقيقة هناك أضطراب نفسي في الطب النفسي يدعى

 

النيموفومانيا Nymphomania : ويعني فرط الرغبة الجنسية أو الهوس الجنسي وهو شراهة ممارسة الجنس مع المرأة، وقد يكون أضطراب اساسي أو عرض لحاله طبيه أخرى كاضطراب المزاج ثنائي القطبBipolar affectivclis وقد يظهر فرط الجنس كأثر جانبي للأدوية والعقاقير المستخدمة لمرض الباركنسون Parkinsons disease وإعطاء هرمونات التستوسيرون والاستروجين أثناء العلاج بالهرمونات، وهناك من ينظر إلى هوس الجنس على أنه نوع من أضطراب الوسواس القهري OCD ، وبعض البحوث تشير إلى أن بعض حالات الهوس الجنسي أو فرط الجنس مرتبطة بتغييرات بيوكيميائية وفيسولوجية التي تصاحب الخرف كما يقول المرجع العاشر للتصنيف الدولي للأمراض ICD10 《أن كل من الرجال والنساء قد يشتكون من زيادة الرغبة الجنسية المفرطة باعتبارها مشكله في حد ذاتها تحدث غالبًا في الفترة الأخيرة من العقد الثاني من العمر وبداية الكهولة وعندما يكون الدافع الجنسي ناجم عن أضطراب وجداني أو أثناء المرحلة المبكرة من الخرف》والاحتياجات النفسية تذهب نحو التفسير البيولوجي الذي يحدد الفص الصدغي الجبهي من الدماغ Brian كمنطقة لتنظيم الرغبة الجنسية للأشخاص الذين يعانون من الإصابة في هذا الجزء من المخ معرضين لسلوكيات متزايده عدوانية ومشاكل سلوكيه بما في ذلك الفرط الجنسي ،، وفي اعتقادي الشخصي أن النيموفومانيا عباره عن حاله من الهروب من الواقع الأليم الذي يعيشه الإنسان والذي تتسبب بأختلالات كيميائية فيسولوجية لديه أدى به إلى الإصابة بحاله نفسية شديدة التعقيد يصعب على المرء تصورها وادراكها ولا يعرفها أحد سواه،، سوأ كان شاباً أو كاهلاً حيث أن الاتصال الجنسي والانغماس في النشوة الجنسية تعمل على الانفصال الكلي لكل ما هو محيط بالإنسان من مدركات حسية وذهنية حوله ، ولا يشعر سوء بعالم الذة الخاصة به وبهذا هو يهرب من الألم النفسي الكامن داخله التي تكاد تهدم كيانه الوجداني لأي سبب كان بيولوجية كيميائية أو سيكولوجية، ولأن اي علاقة إنسانية لكي يتم لا بد أن تحركها عاطفة ولأن العاطفة لها أشكال وأنواع  ودرجات مختلفة، ربما كان لزاماً على الإنسان أن ينقذ هذه العاطفه ويحافظ عليها عبر الرغبة الجنسية المفرطة ليشعر بحيوية وحياة كينونيته الوجدانية مازالت مستمرة ولم تقتلها الضغوطات والأمراض، وارى أن النيموفومانيا مثلها مثل شراهة الأكل لدى الأشخاص المكتئبين، حين يحاولون إخراج مشاعرهم الحزينة والقضاء عليها بالانقضاض على ما يجدونه من طعام فيأكلوها بشراهة كبيره.. ولكن بكل الاحوال يظل أضطراب النيموفومانيا مرغوباً لدى الجميع خصوصا أفراد مجتمعاتنا العربية فزيادة الرغبة الجنسية دليل على فحولة الرجل وقدرته على ممارسة الجنس دليل على رجولته أيضًا نفس الشي للمرأة هو دليل على أنوثتها وقبولها لدى أفراد المجتمع كإمراه طبيعيه قادرة على الزواج والإنجاب... الخ من العادات والتقاليد التي تتطلب وجود الجنس بشكل يبعدنا عن ادراك كونه قد يكون أضطراب نفسي

 

كذلك هناك أضطراب آخر أنا شخصيا أتمنى أن يصاب به الجميع فهو من وجهة نظري لا يعتبر مرضا وأن كان كذلك، كما تقول الأبحاث العلمية حوله.. فبعض الداء دواء للروح.. فمن منا لا يؤمن بالحب ويتمنى اعتناقه ومعانقته حتى وأن شعر بالآمه وتجرع معاناته يظل هو الشي الوحيد الذي نؤمن بقداسته بداخلنا حتى وأن اجحفنى في ذلك واظهرنا عدم إيماننا به نتيجة ما تسبب لنا من آلام وأن كان حقيقة هذه الآلام هي في كيفية هذا الحب الراجع لذواتنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا وليس في مضمونه الراجع للحب ذاته... ولهذا يظل الحب هو الإدانة الوحيدة التي أحببنا إدانتنا بها واعترفنا بها ومع ذلك برانا القضاء.. كذلك من منا لا يؤمن بالقراءة بأنها غذاء العقل ودواء الروح، وقد سمعنا في ما مضى عباره ماثورة تقول "خير جليس في الزمان كتاب " ومع إيماننا المطلق بذلك وادراكنا أن الأمة التي لا تقرأ لا ترتقي لا نقرأ ،، فهل نحن بحاجة إلى داء اسمه هوس القراءة او داء القراءة حتى نقرأ.. فما هو البيبليوفيليا و البيبلومانيا اذاً ، وهل حقا هما اضطرابات نفسية

 

البيبليوفيليا Bibliophilia :  هو مصطلح يعني هوس القراءة ويطلق على الأشخاص الذين يحبون القراءة بشكل هوسي وقد كان تاريخاً يطلق على جامعي الكتب، ففي العصور الماضية كان الحصول على الكتب ليس بالأمر السهل لذلك كان يحضى جامعي الكتب آنذاك بنظرة رقي خاص في المجتمع، ثم بعد أن أصبح الحصول على الكتب أمر يسير تغير معنى المصطلح وأصبح البيبليوفيليا هو المصطلح الذي يطلق على محب القراءة المفرطة الذي يمتلك شراهة التنقل بين صفحات الكتب فيقتني الكتب ويقرأها.. واذا ما تحدثنا عن أعراض مرض البيبليوفيليا الذي لا اعتبره مرضاً نفسياً على الإطلاق مع ذلك من الممكن التحدث عن خصائصه الأكثر شيوعًا مثل،، حب القراءة كسمه رئيسية للBibliophilia أكثر كثافة من المعتاد ،، كذلك الانطواء Introverted ،، واخيرا يمتاز الشخص المصاب بالبيبليوفيليا بالفضول Curiosity حيث يرجع علماء النفس هوس القراءة إلى حب الاستطلاع والفضول لدى هذه الشخصيات المصابة بالذات هوس امتلاك النسخ الأصلية أو التي اصداراتها قديمة.. وعلى الرغم من كون هوس القراءة أضطراب محبب الا أن له أسباب مثله مثل باقي الاضطرابات وقد اثبتت العديد من البحوث التي نشرت حول شخصية الأطفال إلى أن هناك استعدادات فطريه معينة للاستمتاع بالقراءة وإظهار اهتمام خارج النطاق الطبيعي وهذا يعني أن هناك عامل وراثي جيني Ganetic ، إضافة إلى أن حب القراءة قد يكون بسبب الهروب من الواقع والغوص في عالم افتراضي يفترضه القارئ لنفسه مع الابحار في أعماق افكار ما يقرأ،  وعلى الرغم من أن البيبليوفيليا لا يعتبره الكثيرين مرض نفسي ولا أراه انا كذلك الا أن له عواقب سلبية معينة مثل

انعزال القارئ وابتعاده عن العلاقات الاجتماعية الكبيرة وقد يصاب بأضطراب الوسواس القهري OCD والأخير اقل حدوثا وقد يكون هوس القراءة نتيجة لوجود مشكله في شخصيته مثل الخجل الشديد، وقد كان أول ظهور المصطلح البيبليوفيليا BIBLIOPHILIA عام 1824 وقد كان الكاتب الروماني شيشرون مصاب به... وهو يختلف عن مصطلح البيبليومانيا

 

البيبليومانيا Bibliomania :  ويعني هوس اقتناء الكتب وحب الاحتفاظ بها حتى وأن لم يكن يحتاجها أو كانت بأي لغة أخرى غير لغته وهو هوس مرضي يقود صاحبه إلى تجميع الكتب وتخزينها دون الاهتمام بها وبمحتواها فهو لا يقرأها أصلا وإنما يشعر بالرضا والراحة في تكديس كمية كبيرة منها وهذا ما يفرق أضطراب البيبليومانيا عن البيبليوفيليا حيث أن الاخير هوس القراءة والإطلاع بينما الأول هوس جمع الكتب دون الاهتمام بمضمونها والإطلاع عليها.. الا انه يستمتع بشم رائحة أوراقها حيث يثور ثوران غير طبيعي ان حدث لهذه الكتب بعض العبث أو  التمزيقات فيها،، وهذا النوع من الاضطرابات يصل إلى تضرر في العلاقات الاجتماعية للمصابين به مع الآخرين والصحة مع ذاته.. فمثلا تراه يسعى جاهدا للحصول على النسخة الأصلية من الكتاب ولو بثمن باهظ جدا ، أو يبحث عن مجموعة مؤلفات لكاتب معين دون النظر والاهتمام لجمال ما تتضمنه مؤلفات هذا المؤلف ومع أن هذا الاضطراب ليس مذكور أو مصنف ضمن تصنيف الاضطرابات النفسية للجمعية الأمريكية للطب النفسي في الدليل الإحصائي الخامس DSM5 ، ولا التصنيف العاشر للأمراض النفسية لمنظمة الصحة العالمية ICD10 .. الا أن البيبليومانيا يعتبر أحد اضطرابات الوسواس القهري Obsessive Compulsive Disorder وتحديدا أضطراب الاكتناز Hoarding وهو اختزال الأشياء وصعوبة التخلص منها بغض النظر عن قيمتها الفعلية

 

العلاج Treatment : على الرغم من كون مثل هذه الاضطرابات النفسية محببة ولا شك عندي أنها جميلة عند الجميع، ولو لا الأدب العلمي لقلت يجب علينا البحث عن كيفية الإصابة بمثل هذه الاضطرابات وليس كيفية علاجها وخصوصا نحن في العالم العربي،  فلا أظن أن هناك من يكره أن تكون لديه قدره ونشوه جنسية مستمرة في حياته وخصوصا كون هذه القدرة دليل على الرجولة والفحولة والنشاط للرجل وهي كذلك دليل على الإنوثة والجمال والنعومة للمرأة بنسبة لثقافاتنا العربية، ولا أظن آننا نختلف في هذا أيضًا مع الثقافات الغربية فالجنس منبع الحياة ولذتها لدى كل كائن حي، فهو ليست فكره أو احساس فقط بل هو الوجود بأسره من حيث هو الزمان والمكان، فلا يوجد جوع جنسي إذ كان هناك إشباع عاطفي.. ولا يوجد إشباع عاطفي مالم يكن هناك إشباع جنسي ، ولهذا يكفي ان تتم معالجة هوس الجنس النيموفومانيا أن نزيد من أخذ جرعة أحبك بجرعات زائده في حياتنا فهي أمنه وابدا لن تسبب سميه Toixic مع تخصيص وقت لمن نحب مهما كانت الظروف ، ولأن هوس الجنس يعتبر مفهومه كالادمان فإنه بالامكان معالجته باستخدام بعض أدوية الإدمان Durgs متزامنا مع العلاج النفسي Psychicotherapy ومع أن عدد الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب غير معروف الا انه يقدر المصابين في الولايات المتحدة تتراوح من 3 إلى 6 % من عدد سكانها... كذلك الأمر بنسبة لعلاج أضطراب هوس القراءة البيبليوفيليا وأيضا هوس جمع الكتب البيبليومانيا،، فكم هو جميل أن نصاب بهذه الاضطرابات التي تسمى بالمناسبة بداء المثقفين ومرض العباقرة، فالاصابة بمثل هذه الأمراض ستجعلنا نخرج من دائرة المقولة المشهورة 《نحن أمه لا تقرأ وإذَ قرأت لا تفهم واذَ فهمت لا تعمل واذَ عملت لا تتقن》فالقراءة هي غذاء الروح وحتى لو اصيب أحدنا بالبيبليومانيا واختزال الكتب ولم يقرأها يكفي انه يعلم عناوينها ويراها ومع ذلك واحتراما للأدب العلمي وكون هذه الاضطرابات رغم جمالها وايجابياتها الا انها تسبب اضرارا اجتماعية واقتصادية ونفسيه أيضًا يجب معالجة السبب Causes Treatment

 

وكل عام وصحتنا النفسية والجسدية بسلامة دائمه وثقافة مستديمة

د.عبدالناصر الهزمي 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص