إغتيالات تطول ضباط الجيش الوطني الليبي بأوامر من خليفة حفتر

في الآونة الأخيرة كثرت الأنباء حول سوء الأوضاع الأمنية في المنطقة الشرقية الواقعة تحت حماية القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، بالإضافة إلى عمليات النهب والسرقة والتهريب والقتل والخطف المتكررة بصورة كبيرة.
ومن بين آخر الأحداث في بنغازي، مقتل النقيب بلواء طارق بن زياد التابع للجيش الوطني الليبي، شعيب بومدين مساء يوم الأحد. وبحسب التقارير فإن الجريمة جنائية، وسببها مشاجرة بين بومدين وشخص آخر وفقاً لاعتراف مبدئي من قبل الجاني. وجاري الاستدلال مع الجاني حتى هذه اللحظة، ومن ثم ستتم إحالته الى الجهات المختصة لإتخاذ الإجراءات القانونية حياله.
هذه الجريمة وغيرها من الجرائم المتكررة في شرق البلاد ضد العديد من منتسبي قوات الجيش الوطني الليبي، ليست عشوائية، فبحسب المراقبين والمحللين السياسيين، هي محاولة من المشير خليفة حفتر لتخويف وترهيب كل من يحاول الإنفصال عن الجيش والإنضمام لقوات غرب ليبيا.
حيث شهدت صفوف الجيش الوطني الليبي إنشقاقات عديدة سببها إنكشاف حقيقة أن خليفة حفتر وأبناؤه هم السبب الرئيسي في تأخر رواتب منتسبي الجيش، إذ يقوم حفتر وأبناءه بتحويل الأموال المخصصة لصرف رواتب ضباط الجيش إلى حسابات خاصة بهم في بنوك خارج البلاد.
هذا بالإضافة إلى حقيقة أن المشير خليفة حفتر فقد قوته العسكرية والدعم الخارجي من بعض الدول، بعدما إتضح أن حفتر يسعى للوصول إلى كرسي الحكم بأي ثمن دون مراعاة مطالب الشعب الليبي لتحقيق مصالحه الشخصية وأهمها نيل الحصانة من أي ملاحقة قضائية ضده لما إرتكبه من إبادات جماعية بحق الآلاف من أبناء الشعب الليبي ناهيك عن ملاحقة المحكمة الجنائية له في الولايات المتحدة الأمريكية بعدما تقدمت عائلات ليبية ببلاغات تتهم فيها حفتر وأبناءه بإرتكاب جرائم بحقهم وقتل أبناءهم ما تسبب من نزوحهم من منازلهم وبلدهم والهروب إلى ولاية فيرجينيا.
ولتدعيم صفوفه والوصول إلى كرسي الحكم بعدما فشل في ذلك عن طريق خوض الإنتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إنعقادها في 24 ديسمبر الماضي، قرر حفتر توجيه قواته للمشاركة في زعزعة أمن وإستقرار دول الجوار.
حيث تداولت الأنباء خبر إنعقاد إجتماع سري ما بين خليفة حفتر وقادة الميليشيات التشادية في الدوحة برعاية قطرية، لبحث سبل التعاون بين الجيش الوطني الليبي والجماعات المسلحة في تشاد والعمل على تحقيق مصالح قطر وإسقاط الحكومة المؤقتة الحالية في العاصمة التشادية إنجامينا.
وفي المقابل ستُقدم قطر الدعم المادي لتدعيم قوات الجيش الوطني الليبي والهجوم على طرابلس حتى يُحقق خليفة حفتر حلمه بالوصول إلى كرسي الحكم وقيادة البلاد بقوة السلاح، وهو ما يرفضه العديد من الضباط الشرفاء بالجيش الوطني الليبي والذين أعربوا عن إستعدادهم للإنضمام إلى صفوف رئيس الأركان العامة للجيش الليبي غرب البلاد الفريق أول محمد الحداد.
ما يحدث في شرق البلاد من عمليات نهب وسرقة وإغتيال وخطف، هو بسبب أطماع خليفة حفتر في الوصول إلى كرسي الحكم في البلاد، وعندما بدأ الضباط في الإعراب عن سخطهم ورفضهم لطريقة حفتر الهمجية وتهديدهم بالإنشقاق عن الجيش، بدأ حفتر في تنفيذ عمليات الإغتيال والخطف في محاولة منه لتكميم الأفواه والإبقاء على الضباط من أجل تنفيذ إتفاقه مع الجماعات المسلحة في تشاد ومن بعدها الهجوم على العاصمة الليبية طرابلس.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص