أغلى من الذهب ويواجه خطر الزوال: الأوزميوم مهدد بالنفاد بحلول 2026
السلام نيوز

 

في ظل ازدياد الطلب العالمي على المواد النادرة، يبرز معدن الأوزميوم كواحد من أندر وأغلى العناصر الطبيعية على وجه الأرض، حيث ارتفع سعره إلى نحو 1350 دولارًا للغرام الواحد، أي ما يقارب 15 ضعف سعر الذهب الحالي.

 

ويحذر خبراء من أن مخزون الأوزميوم الطبيعي قد ينفد كليًا بحلول عام 2026، وفق تقرير حديث نُشر في مجلة Nature Chemistry.

 

هذا السيناريو المحتمل دفع المجتمع العلمي والاقتصادي إلى حالة تأهب، خشية حدوث أزمة في الصناعات التي تعتمد على المعدن في إنتاج الساعات الفاخرة، المجوهرات النادرة، وبعض التطبيقات العلمية عالية الدقة.

 

وسط هذه المخاوف، يتولى معهد الأوزميوم الألماني في مدينة مورناو مسؤولية إدارة المخزون العالمي المتبقي من المعدن، من خلال تنظيم التوزيع ورصد الاستهلاك العالمي.

 

وقد افتتح المعهد في مايو 2025 مقرًا جديدًا لمتابعة الأبحاث والحد من التدهور السريع في الموارد المتاحة.

 

وأمام الارتفاع الحاد في الأسعار وتزايد المخاوف من فقدان المعدن، بدأت علامات تجارية فاخرة تسوق منتجاتها بوصفها مصنوعة من "معدن على وشك الانقراض"، ما قد يرفع قيمتها السوقية ويعزز الإقبال عليها كاستثمار نادر.

 

ويمتاز الأوزميوم بخصائص فريدة، منها كثافته العالية، مقاومته الاستثنائية للتآكل والحرارة، ولونه الأزرق اللامع، مما يجعله من المعادن المفضلة في الصناعات الدقيقة.

 

كما أن سوقه غير مرتبط بتقلبات جيوسياسية، بخلاف معادن نادرة أخرى تهيمن على إنتاجها دول مثل الصين، مما يعزز جاذبيته لدى المستثمرين.

 

في المقابل، بدأت العديد من المؤسسات البحثية الدخول في سباق مع الزمن لإيجاد بدائل صناعية تحاكي خصائص الأوزميوم، إلى جانب مبادرات لإعادة تدوير المعدن القائم واستغلال المخزون المتبقي بكفاءة.

 

وتذهب بعض الأبحاث إلى استكشاف مصادر خارج كوكب الأرض، مثل المريخ والنيازك، أملاً في العثور على رواسب جديدة يمكن أن تنقذ العالم من فقدان هذا العنصر النادر.

 

وفي ظل ما يشبه العد التنازلي لانقراض الأوزميوم، يؤكد الخبراء على أهمية توظيف التكنولوجيا والتفكير المستدام لضمان عدم الاعتماد الكامل على الموارد غير المتجددة، ومواكبة المستقبل بابتكارات قادرة على تخفيف أثر الأزمات القادمة.

 

 

 

متعلقات