د/ جميل سلطان د/ جميل سلطان
بوح الأفكار
فن الحياة مشكلات الحياة التي يواجهها الإنسان أو تواجهه كثيرة ، وأغلب هذه المشكلات هي من صنع الإنسان نفسه . فما السبب ؟ يرجع سبب ذلك - في نظري - إلى عدم فهم الإنسان لذاته ، وعدم فهمه للحياة ، وقد أدى عدم فهمه لذاته إلى سوء تعامله معها ؛ لأن جهله بذاته وعدم فهمه لها حال ببينه وبين القدرة على وضعها الموضع الذي يليق بها على خارطة الحياة ، فنتج عن ذلك عجزه الشديد عن التعاطي السليم مع مجريات الأمور فيها ، فباء بالفشل في كثير منها . ونتج عن عدم فهمه للحياة سوء ممارسته لها فارتكب فيها حماقات وأخطاء كثيرة نتج عنها مشكلات كثيرة ، كبيرة وصغيرة ، فردية وجماعية. وانظر إلى هذه الصراعات والحروب الدائرة ، ستجد أنها خير دليل على عدم فهم الإنسان لذاته ، وأكبر دليل على فشله الذريع في حياته . فماذا يعني هذا ؟ هذا يعني أن خروج الإنسان من بطن أمه وظهوره على مسرح الحياة لا يكفيه ولا يؤهله للعيش السليم في هذه الحياة ، إن شرط الحياة السليمة الصحيحة الكريمة شرط علمي معرفي ، يدل على ذلك قوله الله تعالى : ﴿ و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا و جعل لكم السمع والأبصار و الأفئدة لعلكم تشكرون ﴾ فالسمع و الأبصار و الأفئدة هي و سائل تحصيل العلم و المعرفة ، و هي نعم عظيمة أنعم الله بها على الإنسان لكي ينتفع بها ، فبالعلم والمعرفة والعمل بهما يصل الإنسان إلى كماله الإنساني . إن العلم والمعرفة هما السبيل الأمثل لإعداد الإنسان إعدادا موفقا جيدا يمكنه من القدرة على إدراك حقيقة ذاته و فهم حقيقة حياته ، و كل ذلك يؤهله لأن يحيا الحياة على نحو صحيح وسليم و أن يكون إيجابيا وفاعلا في تعاطيه مع مختلف الأمور في هذه الحياة. فإذا تحقق لنا ذلك يصبح لدينا إنسان مكتمل الإنسانية يتقن فن العيش ويجيد فن الحياة . و مما يلفت الانتباه و يثير التعجب أن الإنسان يتعلم كثيرا من الفنون ، ويحرص على إجادتها مثل : فن الطبخ وفن الخياطة والتطريز ، وفن قيادة السيارة ، وغير ذلك من الفنون بما فيها الفنون القتالية . ولكنه لا يكلف نفسه أن يتعلم أهم الفنون - مع شدة حاجته إليه - ألا وهو (فن الحياة ).
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص