2017/05/31
هام: خطة لاستئناف محادثات السلام عبر تسليم ميناء الحديدة وعمان تبلغ هادي والتحالف بقبول ذلك ....وولد الشيخ في مجلس الأمن أبرز ما قالة ...تفاصيل جديدة

قال مسؤول بالحكومة اليمنية إن سلطنة عمان تتوسط بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وخصومه الحوثيين فيما يتعلق بخطة للأمم المتحدة لاستئناف محادثات السلام.    

ويشهد اليمن حربا منذ عامين سقط فيها أكثر من عشرة آلاف قتيل وشرد ما يزيد على ثلاثة ملايين ودمرت البنية التحتية. ولا تظهر بوادر تذكر على انتهاء الحرب التي تدخل فيها تحالف عسكري تقوده السعودية.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن وزير خارجية هادي  في مسقط بناء على دعوة من عمان لبحث سبل تضييق هوة الخلافات مع الحوثيين، الذين يسيطرون على صنعاء مع حلفائهم، بشأن خطط طرحها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأسبوع الماضي.

وطرح ولد الشيخ أحمد الخطط خلال جولة بالمنطقة الأسبوع الماضي وتشمل إجراءات لبناء الثقة مثل تسليم ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر لطرف محايد وفتح مطار صنعاء أمام الرحلات المدنية وسداد رواتب الموظفين الحكوميين.

وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين يوم الثلاثاء من أن أي محاولة لتوسعة نطاق الحرب لتمتد إلى المدينة الساحلية الاستراتيجية ستدفع الشعب اليمني “بشكل مباشر لا رجعة فيه إلى مزيد من الجوع والمجاعة”.

وأبلغ الجانب العماني المخلافي باستعداد الحوثيين لقبول خطته وفي الوقت نفسه إصرارهم على سداد رواتب الموظفين الحكوميين أولا.

وقال المسؤول الذي تحدث إلى رويترز وطلب عدم نشر اسمه “الخلاف بشأن الحديدة يتركز حول هوية الطرف المحايد الذي سيتولى إدارة الميناء”.

وقال المسؤول اليمني إن الجانب العماني أبلغ المخلافي في محادثات يوم الاثنين أن الحوثيين “مستعدون للقبول باقتراحات ولد الشيخ أحمد” كاملة.

وعبر المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن أسفه لأن "أفق الاستقرار في اليمن ليس قريباً"، مطالباً، في سياق متصل، بالتحقيق في استهداف موكبه في صنعاء، مشدداً على أنه "لا يمكننا التغاضي عن حادث استهداف موكب الأمم المتحدة".

 

وذكر ولد الشيخ أن "العنف مستمر على عدة أصعدة، وأن الأعمال القتالية تتركز في تعز، التي تعرضت إلى قصف من "أنصار الله" وقوات علي عبد الله صالح"، مشدداً: "نعيد ونكرر أن قصف المناطق المدنية والبنى التحتية خرق واضح لكل الأعراف".

 

وحذر من أن "ازدياد التسليح وانتشار الألغام يفاقم الوضع"، مشيراً إلى حجم الخسائر وآثار الحرب: "ما رأيناه من صور دليل على استنزاف الحرب للعباد والبلاد، إذ تقضي على أرزاقهم"، مشدداً على ضرورة "تنبيه الأطراف إلى خطورة الوضع وضرورة الوصول إلى حل سلمي.. ولن أخفي عنكم أن رفض كل طرف القبول والتباحث أو تقديم التنازلات يبعدنا عن الحل الشامل.. فيما يبقى المواطن المدني ضحية نزاع لا حول له ولا قوة فيه".

 

أشار المبعوث الأممي إلى أن مطالبات المحافظات الجنوبية بالحكم الذاتي صارت أكثر إلحاحاً في الشهرين الأخيرين، مؤكداً "ضرورة إيجاد آليات تتطرق إلى الشرخ الداخلي، وتضع أسساً بناءة للتعامل مع مخاوف الجميع.. مطالبات المحافظات الجنوبية بالاستقلال تزيدنا إلحاحاً للوصول إلى حل في اليمن"، مضيفاً أن "الحرب أرهقت كل اليمنيين، وأثقلت كاهلهم".

 

وأعرب عن أسفه لعدم حضور الحوثيين اجتماعاً أخيراً دعا له، موجهاً الدعوة من جديد إلى جميع الأطراف للتباحث بدون تأخير، مركّزاً على أهميّة دفع الرواتب لكل الموظّفين، وأن "ذلك سيكون ممكناً فقط من خلال تعاون جميع الأطراف"، وشكر البنك الدولي والسعودية على تنظيم مؤتمر حول الاقتصاد اليمني.

 

قال إن "اتفاق الحديدة كان يفترض أن يكون خطوة أولى لوقف الأعمال ومباشرة محادثات السلام. ولكن هناك من لا يريد لها أن تجري أصلاً".

 

وقال ولد الشيخ أحمد إن "اليمن لا يزال أرضاً خصبة للجماعات المتطرفة، وعمليات القاعدة مستمرة في عدة محافظات"، مبرزاً أن "غياب الأمن والاستقرار يجعل اليمن ملاذاً آمنا لهذه المجموعات"، معرباً عن قلقه الشديد عن تقارير عن قمع الصحافيين والناشطين، واعتداءات تصل إلى الضرب، وعن حكم إعدام بحق أحد الصحافيين، كما أعرب عن قلقه بخصوص تعرض جماعة البهائيين لتهديدات متزايدة ومضايقات، وطالب بالسماح لهم بممارسة حياتهم بدون أي ضغط.

 

وتحدث المبعوث الأممي عن لقائه بالشباب اليمني، الذي أكد له "قوة وصلابة هذا الشعب العريق"، مثنياً على "الاقتراحات العمليّة والملهمة التي قدّموها له"، كما حيا "الجهد الجبّار للسيدات اليمنيّات، وما يقمن به من أجل إحلال السلام".

 

وقال: "هناك سبعة ملايين مهددون بالمجاعة إن لم تتوقف الحرب، ونصف المجتمع اليمني لا يصل إلى مياه صالحة للشرب، أو أبسط المواد اللازمة. كما يعاني أكثر من 17 مليون يمني من نقص في الأمن الغذائي".

 

وحذّر ولد الشيخ من "تفاقم الوضع بسبب انتشار الكوليرا، التي سجّلت خمسة آلاف حالة، وهناك آلاف غيرهم يشتبه بإصابتهم". وفي حديثه عن وضع المؤسسات الصحية، قال إن أقل من نصف المراكز الاستشفائية قادرة على العمل، مشيراً إلى "قلة الأدوية للأمراض المستعصية وأمراض الضغط والسكري"، مضيفاً أن اليمنيين "يموتون بسبب انتكاسات الحرب: نقص السيولة النقدية وانقطاع رزقهم".

 

ومن جهته، أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، أن "لا حل عسكرياً للنزاع في اليمن"، مبرزاً أن "اليمن الآن بلد يعاني أزمة الأمن الغذائي الأسوأ في العالم"، حيث إن "أكثر من 17 مليون يمني يعانون نقصاً في الأمن الغذائي، وتهديد المجاعة يتفاقم بفعل النزاع. المجاعة التي تهدد اليمن يمكن تفاديها".

 

وعن النظام الصحي، أكد أنه تدهوَر بالكامل، مشيراً إلى أن "نصف المشافي والمراكز الصحية أغلقت"، مضيفاً أنه "عندما أنهي إحاطتي في المجلس، أعرف أن طفلاً آخر في اليمن سيموت بسبب مرض ما كان يمكن تفاديه. العائلات تقوم بتزويج بناتها الصغيرات لكي يهتم آخرون بهن".

 

وتعقد جلسة مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، عقب الجولة الأخيرة التي قام بها المبعوث الأممي إلى اليمن في دول عدة في المنطقة، وفي ظل جمود يرافق الجهود الأممية لاستئناف مشاورات السلام منذ أشهر، وبعد تطورات محورية شهدتها البلاد حديثاً، وتحديداً في المحافظات الجنوبية.

 

وقالت مصادر سياسية يمنية إن الجلسة ستحدد إمكانية قدرة مجلس الأمن على اتخاذ خطوات لإحياء عملية السلام الهشة، مع التدهور المستمر للأوضاع الإنسانية، التي دفعت المنظمات الدولية لتكثيف ضغوطها على مجلس الأمن لاتخاذ ما من شأنه أن يضع حداً للأزمة في البلاد. 

تم طباعة هذه الخبر من موقع السلام نيوز www.yen-news.com - رابط الخبر: http://alsalam-news.com/news2202.html