حميد الأحمر يكشف لعبة «النائب التوافقي» و«الطرف الثالث»

قال القيادي البارز في التجمع اليمني للإصلاح وعضو البرلمان اليمني الشيخ حميد الأحمر إن الخطة الدولية الأخيرة التي عرضها المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد على أطراف الصراع للحل السلمي في اليمن لا تعدوا كونها تمهيد لصنع «كرزاي يمني».
وأكد الأحمر في تصريحات لـ«القدس العربي» في لندن أن «من من يطالب الرئيس هادي بالقبول بمبادرة ولد الشيخ والتنحي عن السلطة اسوةً بما تم عام 2011 عندما تنحى الرئيس المخلوع علي صالح بموجب المبادرة الخليجية يغفل الفوارق الكبيرة بين الظروف وبين المبادرتين»
وأضاف «من وجهة نظري أن من أهم الفوارق أنه في عام 2011 خرج الشعب اليمني في ثورة سلمية شاملة قابلها المخلوع علي صالح بالقمع والقتل ولم يكن له مخرج بعد سفك الدماء جهارا نهارا إلا التنحي مقابل الحصانة ( الغير قانونية ) وهو ما تم، أما ما حدث في سبتمبر 2014 وما تلاه فهو تمرد مسلح وانقلاب على الدولة اليمنية وعلى الشرعية واغتصاب للسلطة».
وأضاف الأحمر «علي صالح سلم السلطة اذعانا لطلب جماهير الشعب أما مبادرة ولد الشيخ بوضعها الحالي فهي تطالب الرئيس المنتخب الرضوخ لمطالب الانقلابيين وتسليم السلطة لهم».
وذكر أن المبادرة الخليجية التي كانت في الأساس بطلب من علي صالح والتي «خُلع بموجبها أتت لحقن دماء اليمنيين و التأسيس لدولة يمنية مدنية عادلة ومستقرة أما مبادرة ولد الشيخ فلن تؤدي إلا لبقاء الصراع بين اليمنيين وفرض تقاسم مليشاوي للسلطة وتأسيس دولة متاريس وشرعيات متعددة كما أنها لم تلتزم بالمرجعيات ولم تعالج الانتهاكات وتحدد المجرمين وآلية معاقبتهم.
وذكر الأحمر أنه في عام 2011 فُرِض على المخلوع نقل صلاحياته لنائبه الذي عينه هو، ولم يُفرض عليه إقالة النائب وتعيين غيره. وتساءل: هل سيقبل ولد الشيخ والانقلابيون بنقل السلطة للنائب الشرعي الذي عينه واختاره الرئيس المنتخب؟
وشدد على أن ثورة 2011 السلمية كانت احرص على كيان الدولة من السلطة نفسها فلم تستول على الوزارت أو المعسكرات وأقسام الشرطة ولم تنتهك الحقوق الخاصة أو العامة وظلت أجهزة الدولة محافظة على نفسها والاقتصاد متماسك اوالحقوق مصانة. مضيفاً ان نقل السلطة في حينه كان سهلا ولم تكتنفه اية مخاطر على الدولة أما الانقلاب فقد انقض على الدولة وهجر أبناء اليمن وافلس بالبنك المركزي ودمر البنية التحتية للدولة وأنهى الجيش ومقدراته وملأ السجون بالمعتقلين والمقابر بالجثامين والقلوب بالاحقاد وأصبحت الدولة اليوم متمثلة فقط في الشرعية الدستورية المنتخبة شعبيا فلو تم القفز عليها في ظل الوضع الحالي، فسنكون قد عرضنا الدولة اليمنية للانهيار الشامل لا سمح الله.
وذكر أن أي حديث عن نائب توافقي أو جهات محايدة لاستلام الأسلحة من الانقلابيين أمر غير واقعي وليس له إلا معنى واحد فقط وهو أن «الغرب يريد أن يفرض على اليمن حاكما يختاره هو و ان تلحق اليمن بأفغانستان والعراق فالشعب اليمني هو صاحب الحق في اختيار من يحكمه و لديه سلطات منتخبه هي الممثلة له ولو كانت الأمم المتحدة والقوى الكبرى حريصة على إنهاء الحرب في اليمن فما عليها إلا التوقف عن السماح باستمرار تدفق السلاح والذخائر للانقلابيين الذي لولاه لكانت الحرب قد انتهت منذ وقت طويل». ووجه الأحمر رسالة لليمنيين مفادها «أن الحل في أيديكم ولن يكون غيركم احرص عليكم من أنفسكم فعلى الجميع تجاوز الجراح وتوحيد الصفوف ولفظ دعاة الفتنه وأسباب الدمار واستعادة الدولة من أيادي مختطفيها».
وقال انه «من المعيب أن يستمر المخلوع صالح بمحاولة فرض نفسه على أبناء اليمن بعد كل سنوات الحكم التي منحها له اليمنيين والتي اوصلتنا إلى ما وصلنا إليه ومن المخجل أن يسمح أبناء اليمن بعودة اليمن إلى عهود الكهنوت والتخلف أو أن يعود الاستعمار في رداء حاكم يختاره لنا غيرنا وأؤكد للجميع ان ثورتكم العظيمة التي نالت تقدير العالم في عام 2011 والتي عبرتم فيها عن تطلعكم ليمن آمن ومستقر وتتويج ثوراتكم الخالدة سبتمبر وأكتوبر ووحدتكم المباركة كل ذلك لازال تحقيقه في أيديكم فلا تسمحوا لأحد بالتطاول على إرادتكم واغتيال حلمكم وإعاقة مسيرتكم الواثقة نحو المستقبل»
ميدانياً، قال متحدث عسكري، إن القوات الحكومية حققت مكاسب عسكرية كبيرة، وسيطرت على عدة مواقع في الجبهة الشرقية لمدينة تعز (وسط اليمن)، بعد معارك ضد الحوثيين وقوات صالح.
وذكر العقيد منصور الحساني، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن القوات الحكومية سيطرت على مواقع استراتيجية، ومنها عمارة الصلوي والدقلات اللاتي تطلان على القصر الجمهوري.
وأضاف إن القوات تتقدم صوب مدرسة محمد علي عثمان كما أن المواجهات استمرت حتى ساعات ليل الخميس، وفجر الجمعة وتُحاصر الحوثيين في عدد من المواقع.
من جهته أعلن المركز الإعلامي للمقاومة عن مقتل 17 مسلحاً حوثياً ومن قوات صالح وإصابة العشرات منهم، فضلاً عن مقتل 5 من عناصر المقاومة والقوات الحكومية.
وأضاف بأن مدنيين اثنين قُتلا وأُصيب 13 آخرين، جراء القصف المدفعي والصاروخي الذي شنه الحوثيون وقوات صالح على الأحياء السكنية وسط المدينة.
وقتل المصور الصحافي أواب الزبيري في انفجار لغم زرعته مليشيات الحوثي وقوات صالح بإحدى العمارات السكنية في تعز.
وحسب مصادر ميدانية فقد أدى انفجار لغم زرعته المليشيات في إحدى البنايات إلى مقتل المصور أواب الزبيري في حي العسكري شرق مدينة تعز.
وكانت مليشيات الحوثي وصالح زرعت ألغاماً وعبوات ناسفة في الممرات والبنايات قبل انسحابها من الأحياء التي سيطر عليها رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية خلال اليومين الماضيين شرق المدينة.
ويعمل أواب الزبيري مصوراً لدى شبكة تعز الإخبارية التي تغطي المواجهات في تعز وتنشر أخبارها على صفحات تابعة لها على مواقع التواصل الإجتماعي.
وأودت الألغام بعدد من المواطنين وأفراد الجيش والمقاومة بعد سيطرتهم على أحياء العسكري والجحملية والقصر.
وكان المصور وائل العبسي أصيب بشظايا في كتفه يوم الخميس أثناء تغطية المواجهات.
وقالت الأمم المتحدة أمس الجمعة إنها تعمل مع السعودية على محاولة إقناع الحكومة اليمنية بالعودة إلى مفاوضات السلام بعد رفضها خطة تولت واشنطن الوساطة فيها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء إن التحالف الذي تقوده السعودية ويدعم الحكومة اليمنية في معركتها ضد الحوثيين يؤيد خطة لوقف إطلاق النار كان الحوثيون قد وافقوا عليها.
غير أن حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رفضت خطوة كيري معتبرة أنها تصب في صالح الحوثيين وتهمش الحكومة.
وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون في مؤتمر صحافي في جنيف «نحن نعمل عن كثب مع السعودية وغيرها من دول المنطقة القادرة على التأثير» على أطراف الصراع.
وأضاف «اكتشفنا وجود وجهة نظر تكتسب قوة هي أنه يجب أن تنتهي هذه الحرب لكن علينا أن نعيدهم إلى طاولة المفاوضات» ولم يحدد جدولا زمنيا.
وقال الحوثيون يوم الأربعاء إنهم مستعدون لوقف القتال والانضمام إلى حكومة وحدة وطنية مما عزز الآمال بإمكانية التوصل إلى حل للصراع الذي قتل فيه أكثر من عشرة آلاف شخص حتى الآن.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص