مايا الحديبي مايا الحديبي
القبيلة .. بوصفها سيف من خشب وطلقة " فشنج " !!

لايوجد مايشير الى انها كان يوما خضراء , لكن الاكيد ان المجتمع اليمني يصنف كمجتمع زراعي منذ زمن بعيد. في وقت مبكر عمدت سلطة الائمة   لتقسيم المجتمع الى فئات متفاوتة القيم الاجتماعية , فكان  النبلاء كالسادة والقضاة وفئة القبائل المحاربة واخرى دنيا مثل المقهوي والقشام والمزين او "القرو" كما يطلق عليهم اختصارا في المناطق البدوية. 
وفي تعارض جلي ,ليس مع المنطق فقط , ولكن حتى مع قيم وتعاليم الدين الاسلامي احتقرت الوظائف الاجتماعية المنتجة بما في ذلك الزراعة ومجد بالمقابل سلوك النهب والفيد والتقطع ,  وكان دافع الاستئثار والبقاء في الحكم هو من يقف وراء هذه السياسات الاجتماعية والتي مازالت متبعه في المناطق القبلية حتى اليوم . غير ان نظام المخلوع علي صالح عد اكثر الانظمة وفاء لقيم هذه الموروثات وحفاظا عليها وتغذيا على صراعاتها. خلال سنوات حكمه الطويله , اتبع المخلوع اداءا ممنهجا على هذا الصعيد موظفا امكانيات الدولة التنفيذية والامنية وبنكها المركزي  في مايؤدي الى خلق وضعا عاما يساعده على البقاء في الحكم وتوريثه. حيث عمد الى مضاعفة ميزانية شئون القبائل بما يساوي ميزانية اربع وزارات , منح المشائخ كثيرا من سلطات الدولة واعطى القبيلة وضعا متجاوزا لانظمتها وقوانينها المفترضة. شجع عمليات التقطع والخطف والثاءرات والصراعات القبلية المسلحة المدعومة بمخازن القوات المسلحة وصولا الى  تجذير الاعراف القبلية من خلال تحكيمها للقبيلة والعكس. وقد بلغ هذا النهج ذروته ودون ادنى اعتبار لوظيفة الدولة وقيم العصر وطموح الناس حين اقدم مرافقوا الشيخ الشائف على استهداف موكب نائب رئيس الوزراء الدكتور حسن مكي , والذي كان يشغل رئيس الوزراء الفعلي بعد مغادرة العطاس الى عدن قبيل اندلاع حرب 94, وادى الاعتداء حينها الى قتل احد مرافقي مكي الذي اسعف الى مستشفى الثورة وظهورة على شاشة التلفزون وهو يذرف الدمع في تعمد واضح لاعلاء شان القبيلة واذلال هذه الفئة من الناس ولو كان في موقع رئيس الوزراء. 
وانتهت الجريمة بعرض وقوف الشيخ الاحمر امام منزل الدكتور مكي ضمن نشرة الاخبار مع مجموعة من الشخصيات الاجتماعية وعدد من الاثوار محكما فيما جرى , مع حرص المذيع على ايراد ماقالة الشيخ  ورد الدكتور بعد ان تم تلقينة مايجب عليه قوله في مثل هذه الحالة. 
بالمقابل تحاشى المخلوع محاولة خلق بيئة قبلية في الجغرافيا الاخرى لاعتبارات كثيرة , مكتفيا بدور المشائخ هناك على القيام بمهام المخبرين وتزوير الانتخابات مقابل الفين ريال شهريا يتقاضونها من شئون القبائل , ليقدمهم اشبه بمجموعة دببة اليفة تقدم عروضها مقابل قطعة سكر. 
 اثبتت الاحداث المتتالية باءن القبيلة لم تكن يوما قوية سوى باءمكانات الدولة واعلامها ومشاريع الحكام اللاوطنية , في محاولات ترسيخها في اذهان الاخر على هذا النحو من الوهم. 
وجاءت الاحداث الاخيرة اكثر اثباتا وتاءكيدا لهكذا حقيقة , حين اقدم الحوثيين على استباحة قراها وتفجير منازل كبار مشائخها وفي عقر ديارهم والمدن, وامتهانهم على ذلكم النحو الذي دفع بنا للاشفاق عليهم وقبائلهم برغم كل شيء , مقدمين بذلك صورة فوتوغرافية عن حال القبيلة التي ذهبت تواري عجزها وضعفها وقلة حيلتها خلف اتفاقات ماعرف بالخط الاسود والخط البرتقالي !, واظنها الحسنة الوحيدة التي تحسب لجماعة الحوثي امام كم الصراعات والحروب والمشاكل التي وضعونا فيها. 
الخطاب الاعلامي للشرعية اليوم , يعمل من حيث لاتدىي على احياء وهم القبيلة واعادة صياغتها في اذهان الناس بما يخدم دورها الانتهازي المعروف في ظل الصراعات المسلحة , من خلال مانقراء ونسمع عن التواصل مع قبائل طوق صنعاء ومشائخها , وعن مدى استعدادها للوقوف مع شرعية هادي وجيشها الوطني , تكرارا لخطاء تجارب سابقة شبيهة بحروب الجمهورية ومؤتمر الصرارة بعمران قبيل اندلاع حرب 94, بعد ان كان الحوثيون قد اكدوا بجلاء باءن بطولاتها لاتتجاوز اقتناء الجعبة والبندق على ظهر شاص مسرعة والاستعراض التقليدي فيما يعرف بالملاقي القبلية , او الاقدام على قتل احدهم في احد شوارع صنعاء بطريقة غادرة , تستطيع ان تقوم بها عجوز في الثمانين من عمرها او طفل لايتجاوز عمره الخمس من السنين.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص